حول المعركة الانتخابية في مقاطعة “اطويل” / امهادي الناجي محمد الأمين
في مقاطعة اطويل كانت المعركة الانتخابية قوية وشرسة وغير تقليدية في أحد أطرافها على الأقل (هذا طبعا بغض النظر عن مسار الجدل الفقهي حول المقعد ، فهو متروك للقضاء) .
شق السيد محمد ولد الطلبة بداية هذه المعركة على أنقاض تراكمات عمل سياسي هناك . أسسه والده المرحوم الشيخ سيديا دون مساعدة ولا عون من أي كان خارج تلك التراكمات ، وقد مكن نفسه في الشوط الأول من الحصول على 2526صوت ، بنسبة 32.36% .
أما السيد شيبة ولد خياتي ، فهو من أسس ميدانه السياسي الواسع في “اطويل ” بالطريقة غير التقليدية كما أسلفنا ، بعيدا عن المقاربات القبلية والعرقية والطائفية . فقد دخل في أوساط السكان دون جلباب ولا حواجز واضعا الأصبع على مكامن الإحتياج لدى الساكنة ، دون تمييز ولا استثناء ، وذلك من خلال حل مشاكل المياه والصحة والتعليم والعقبات الزراعية ، وبدعم واضح ومباشر من قائد حلف العدالة البناء رجل الإعمال الشيخ إسماعيل ولد الشيخ الصوفي . تصدر السيد شيبة ولد خياتي المشهد في الشوط الأول ، من خلال حسم بلديتين من أصل أربعة ،(بلدية اطويل المركزية وبلدية لحريجات . وهما البلديتان الأصليتان في المقاطعة ) ، وحصل على 2805صوت ن بنسبة 35.94% .
في الشوط الثاني تغيرت الصورة تماما بفعل صراع الأحلاف في المقاطعة الأم (الطينطان ) من جهة ، وتنامي روح النقمة ضد المرشح شيبة من قبل أطراف تدعي تقليديا حيازة مقاطعة “اطويل ” . فقد كسر السيد شيبة هذه القاعدة التقليدية ، المتهالكة أصلا وسواها بالتراب . ولهذا السبب وجد السيد ولد الطلبه نفسه محاطا بهالة من الأنصار الجدد ، لا حبا في ذاته ، وإنما انتقاما من المرشح القوي شيبة على ما ألحق بالتقليديين من هزائم في الشوط الأول (خروج نائب الإنصاف من المنافسة وحسم بلديتي الأصل اطويل ولحريجات ) ، ونكاية كذلك بظهيره الشيخ إسماعيل بالنسبة لأطراف أخرى قادمة من بلديتي عين فربه وأقرقار .
وهكذابدت لوحة المعركة غير متكافئة (على الأقل من الناحية الشكلية ) ، فإلى جانب ولد الطلبه وقفت كل الإطراف والأطرالداعمة للوائح حزب الإنصاف في الشوط الأول من جنرالات عاملين ومتقاعدين ورجال أعمال وقادة أحلاف وسفراء ومديرات ومشيخات تقليدية . وظل رجل لحداده القوي شيبة ولد خياتي واقفا ، وخلفه قائده وظهيره الشيخ إسماعيل ولد الشيخ الصوفي ، وحدهمافي مواجهة هذه الهجمة الانتخابية الشرسة من جميع الأطراف ، على نحو ما سبق .
وبالمحصلة أضافت كل الأطراف مجتمعة ومع جهود السيد ولد الطلبه في الشوط الثاني 1862صوت أي نسبة 16.95% . بمعنى أن جهود كل القيادات المتحالفة والمدفوعة برغبة غير مسبوقة ، لا في إنجاح السيد ولد الطلبه ، وإنما في إسقاط السيد شيبة ، لم تصل تلك الجهود في النهاية حيز ال17% . ولم تستطع ان تحسم للسيد ولد الطلب مقعد النائب بشكل مريح يجاوزه عتبة الجدل القضائي ، فتحصلت مجتمعة على 4388صوت. في حين حصل رجل لحداده شيبة ولد خياتي ، وظهيره الشيخ إسماعيل ولد الشيخ الصوفي على 4014 صوت وبفارق أقل بكثير من الأصوات المحايدة .
على الجهات المعنية قراءة هذا المشهد بالشكل الصحيح ، تشجيعا لرجل “لحداده بلا منازع” السيد شيبة ولد الناتو ولد خياتي ، ولكل تجربة مماثلة ، على كسر القواعد النمطية التقليدية وإظهارها على حقيقتهاالمتجاوزة ، والعمل على خلق آليات وقواعد سياسية غير تقليدية ، قوامها القرب من المواطن وحل مشاكله والتواصل المباشر معه دون رداء ولاسيط .