معطيات وأرقام عن إنجازات “التآزر” الفكرة التي جعلت الثروة الاقتصاية في خدمة الثورة الاجتماعية.. بقلم/ الحسين بن محنض
200 مليار أوقية قديمة مبلغ ضخم كان بإمكانه أن ينجز كثيرا من الطرق والجسور والبنايات الحكومية التي يمكن التباهي بها في أي حملة انتخابية، حينما لا يكون هناك وازع أخلاقي يمنع الحاكم من جعل الثروة دُولة بين الأغنياء مسؤولين وتجارا بينما يتضور الشعب جوعا.. كأنه ليس للشعب وطبقاته الهشة حق في منحه الأولوية في ثروته،ولا يستحق رئيسا يفكر فيه ويوجه لمكافحة الفقر فيه مبالغ كبيرة من ميزانية الدولة، بدلا من توجيهها للصفقات وانتظار ما تجود به الهيئات الدولية من فتات للفقراء، ولو تسلم الدولة في وضعية لا يحسد عليها..!!
بلى! هذا أول ما يفكر فيه رئيس مهتم قبل كل شيء بشعبه.. وهو ما فكر فيه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني فور ترشحه، وجسده عندما استلم السلطة من خلال إنشائه للتآزر التي لم تكن مجرد وعد انتخابي عابر، ولا مجرد آلية لإسكات الفقراء بل ثورة اجتماعية وأداة سريعة المردودية للتنمية..
وللبرهان على ذلك يجدر التذكير بأن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ورث لدى تسلمه الحكم في فاتح أغسطس 2019 دولة على الحافة.. توتر سياسي يهدد الاستقرار بين المعارضة والسلطة، مديونية دولية تزيد على 5 مليارات دولار، وهو ما يتجاوز 100% من الناتج الداخلي الخام، مستوى ضريبي مرتفع تمت مضاعفته خلال العشرية عدة مرات، غلاء معيشة حاد لا مثيل له في المنطقة بوازي غلاء المعيشة في الدول الأوروبية، وضعية إقليمية ودولية صعبة نجم عنها اتخاذ أمريكا قرارا بحرمان موريتانيا من مزايا اتفاقية AGOA مع مستهل 2019، وصعوبات في تحويل الدولار من وإلى موريتانيا، وأخيرا أقلية تعيش في رغد وأغلبية ساحقة تواجه الفقر وسط أحاديث عن زبونية وفساد مستشريين…
فعمل منذ اللحظة الأولى بصمت ولكن بحزم على نقاط كان لا بد منها لإعادة بناء الدولة وفق:
أولا: إعادة إرساء دولة القانون واحترام فصل السلطات وتراتبيتها، لإدراكه بأنه لا مستقبل لبلد لا يسود فيه القانون..
ثانيا: تطبيع المناخ السياسي ليتسنى للجميع أن يشارك في تنمية بلده وتعزيز تجربته الديمقراطية.
ثالثا: القيام بإصلاحات قانونية وإدارية عميقة من شأنها أن تعزز دور الدولة ووظيفتها، وتجعلها في خدمة المواطن.
رابعا: مباشرة العديد من الإصلاحات والإنجازات على أصعدة مختلفة: الصحة، التعليم، الأسرة، عصرنة الإدارة، الزراعة، المياه، الطاقة، التجهيز، والشغل…إلخ، أكثرها لم حظ بما يكفي من المواكبة الإعلامية، وهذا خطأ بمعايير السياسة اليوم.
خامسا: إنشاء المندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر”، التي جسد من خلالها صدقه فيما تعهد بأن يوليه من أهمية قصوى لمكافحة الفقر والإقصاء، وتعزيز التلاحم بين مختلف فئات المجتمع، حيث جعل مندوبها العام في رتبة وزير، وجعلها تابعة لمجلس أعلى للتوجيه يرأسه رئيس الجمهورية، وخصص لها، وهذا هو الأهم، 200 مليار أوقية قديمة لها، مبلغ ضخم كان يناهز نصف ميزانية الدولة إبان تسلمه للحكم، ولم يكن يخطر في بال أي أحد حينها أنه يمكن توجيه كل هذا المال للفقراء، إذ لم يكن أحد يطمع في أن تجعل الثروة الاقتصادية للبلد في خدمة الثورة الاجتماعية..
ولما اجتاحت جائحة كورونا بعد أقل من 6 أشهر من حكمه العالم، ودمرت اقتصاداته طيلة سنتين ظهر أن التآزر كانت فكرة ملهمة، فقد كانت بمثابة حزام الأمان الذي أمن للأسر المتعففة من خلال تدخلاتها المختلفة وتوزيعاتها من الأغذية والنقدية المتكررة ما سمح للطبقات الأكثر هشاشة بالاستمرار في العيش دون أن تحدث مجاعة أو تقع اضطرابات اجتماعية…
التآزر وإنجازاتها (بالمعطيات والأرقام)
اضطلعت التآزر التي أعلن فخامة الرئيس عن إنشائها يوم 29 نفمبر 2019، أي بعد أقل من أربعة أشهر من توليه سدة الحكم، منذ وهلتها الأولى ببرنامج طموح يمكن تسميته بالثورة الاجتماعية لمحاربة الفقر وتحقيق التضامن الوطني ومكافحة الإقصاء على جميع التراب الوطني، شمل 8119 مدينة وقرية تمثل كافة مدن وقرى البلاد، ولم تترك التآزر محورا من محاور احتياجات الطبقات الأكثر فقرا إلا وتدخلت فيه، حيث شملت محاور تدخلاتها:
– محور النفاذ إلى الخدمات الأساسية في مناطق الفقر وتتضمن:
* بناء المؤسسات التعليمية وتجهيزها.
* بناء المنشآت الصحية وتجهيزها.
* حفر الآبار الارتوازية وإقامة شبكات المياه.
* تزويد القرى الريفية الفقيرة بالطاقة.
* التكفل بالتأمين الصحي للأسر الأكثر فقرا.
* محاربة سوء التغذية لدى الأطفال في مناطق الفقر.
* تمويل الكفالات المدرسية في مناطق الهشاشة…إلخ.
– محور الاندماج الاقتصادي الذي يشمل:
* بناء السدود.
* إقامة الحواجز الترابية.
* دعم التعاونيات في مجالات الزراعة والصيد.
* تمويل الأنشطة المدرة للدخل.
* توفير القروض الميسرة…إلخ.
– محور السكن الاجتماعي الذي يعنى بتوفير سكن لائق وكريم للمواطن في جميع الولايات يستهدف إنشاء 10 آلاف وحدة سكنية للمواطنين.
– محور التوزيعات النقدية المنتظمة والظرفية الذي يمثل نوعا من الضمان الاجتماعي للأسر المتعففة الأكثر هشاشة في البلد، وقد وزعت التآزر حتى الآن في إطاره أكثر من 40 مليار أوقية قديمة.
– محور النفاذ إلى المواد الغذائية على جميع التراب الوطني بأسعار مدعومة لصالح الطبقات الهشة في البلاد، حيث تغطي تدخلاته جميع ولايات الوطن بمبالغ تتعدي 20 مليار أوقية سنويا.
حيث استفادت حتى الآن (إلى نهاية 2022 إضافة إلى ما هو قيد الإنجاز في 2023) من تدخلات التآزر في مختلف هذه المحاور كل ولايات الوطن (سبق أن نشرنا خلال الأيام الماضية بالتفصيل أوجه تدخلات التآزر في بعض هذه الولايات، وسنواصل ذلك إلى استيفائها جميعا) بالمبالغ التالية:
ولاية الحوض الشرقي: 19 مليار أوقية قديمة.
ولاية الحوض الغربي: 12.2 مليار أوقية قديمة.
ولاية العصابه: 18.2 مليار أوقية قديمة.
ولاية كوركول: 13.05 مليار أوقية قديمة.
ولاية البراكنه: 13.5 مليار أوقية قديمة.
ولاية الترارزة: 11 مليار أوقية قديمة.
ولاية آدرار: 4.7 مليار أوقية قديمة.
ولاية داخلة انواذيبو: 2 مليار أوقية قديمة.
ولاية تكانت: 5.04 مليار أوقية قديمة.
ولاية كيدي ماغه: 8.7 مليار أوقية قديمة.
ولاية تيرس الزمور: 1.2 مليار أوقية قديمة.
ولاية إينشيري 1.5 مليار أوقية قديمة.
ولاية انواكشوط الغربية: 2.7 مليار أوقية قديمة.
ولاية انواكشوط الشمالية: 5.1 مليار أوقية قديمة.
ولاية انواكشوط الجنوبية: 5.9 مليار أوقية قديمة.
ولإعطاء لمحة سريعة على سبيل المثال لا الحصر عما قامت به التآزر من إنجازات يمكننا أن نذكر:
في مجال التعليم:
– بناء 98 منشأة تعليمية تحوي 653 فصلا مجهزا ب 13.713 طاولة وبالآلات المكتبية والتربوية اللازمة لصالح 49.425 تلميذا.
– تنفيذ برنامج للكفالات المدرسية لصالح 59.237 تلميذا سنة 2021-2022 و66.237 تلميذا سنة 2022-2023.
– تشييد وتجهيز53 حضانة أطفال (قيد الإنجاز).
في مجال الصحة:
– تنفيذ برنامج للتأمين الصحي الشامل والمجاني لصالح 100000 أسرة متعففة مسجلة في السجل الاجتماعي.
– بناء وتجهيز 37 منشأة صحية 20 منها تم إنجازها والباقي قيد الإنجاز.
– تمويل مكافحة سوء تغذية الأطفال لحوالي 30.000 طفل دون سن الخامسة سنويا.
في مجال توفير مياه الشرب:
– إطلاق برنامج لبناء و/أو توسعة 68 شبكة لمياه الشرب منها 34 اكتملت و36 قيد الإنجاز.
– حفر 96 بئرا ارتوازية لتزويد التجمعات القروية في المناطق الهشة بالماء الشروب، 37 منها تم إنجازها، و59 قيد الإنجاز.
في مجال الطاقة:
– إطلاق كهربة 21 بلدة من بينها: 12 بلدة قيد الإنجاز عن طريق الطاقة الشمسية، و9 بلدات عن طريق ربطها بشبكات الشركة الوطنية للكهرباء.
– توزيع 20.000 قنينة غاز البوتان مع آلات الطهي المصاحبة لصالح 20.000 أسرة متعففة.
في مجالات الزراعة والصيد والأنشطة المدرة للدخل:
– إنجاز 9 سدود، و8 قيد الإنجاز.
– إطلاق برنامج لتشييد 12 سداً.
– تنفيذ برنامج دعم واسع للزراعة المطرية، من خلال بناء 455 حاجزاً ترابيا.
– توزيع أكثر من 50.000 متر من السياج مجهزة بكل اللوازم لصالح المزارعين دعما للحملة الزراعية 2022-2023.
– توزيع 123 سيارة ثلاثية العجلات لصالح التعاونيات في ميدان الزراعة والصيد البحري والصيد القاري.
– تمويل 2216 مشروعا مدرا للدخل وقرضا صغيرا في عموم بلديات الوطن.
– إطلاق برنامج دعم لفائدة 451 تعاونية منتجة تنشط في مجالات الزراعة والصيد.
– إطلاق مشروع بناء مصنع لتحلية المياه لصالح التعاونيات الزراعية في مدينة انواذيبو.
– تمويل 7 مشاريع مدرة للدخل في إطار المشروع المندمج في أودي أهل الشيهب.
– تمويل 11 نشاطا مدرا للدخل في إطار المشروع المندمج في دالي كمبه.
– دعم 22 مبادرة جمعوية قاعدية في بوكى.
في مجال السكن الاجتماعي:
– إنجاز 1932 وحدة سكنية في عشر ولايات داخلية بعضها شارف على الانتهاء، وبعضها في مراحل متقدمة.
في مجال التوزيعات النقدية:
– توزيع أكثر من 40 مليار أوقية قديمة على الأسر المتعففة في إطار التحويلات النقدية المنتظمة والظرفية.
– استفادة 216.725 أسرة من التوزيعات التقدية تستفيد 86% منها أكثر من مرة و 45% تستفيد بشكل منتظم.
– زيادة عدد الأسر المستفيدة من التوزيعات النقدية المنتظمة إلى 98.236 أسرة متعففة مقابل 30.000 أسرة في السابق. وقد زاد المبلغ المخصص لكل أسرة من 15.000 أوقية قديمة إلى 22.000 أوقية قديمة ليصل لاحقا الى 36.000 أوقية قديمة انسجاما مع تعهد لفخامة رئيس الجمهورية في هذا الصدد.
في مجال التصدي للصدمات خلال فترات القحط:
– المساعدة في التصدي للصدمات لصالح 112.032 أسرة.
– المساعدة في التصدي للموجة الأولى من وباء كوفيد 19 لصالح 186.292 أسرة فقيرة.
– المساعدة في التصدي للموجة الثانية من وباء كوفيد 19 لصالح 210.000 أسرة فقيرة.
– مساعدة قرابة 5000 أسرة متضررة من مياه الأمطار، وشح الأوضاع لكل أسرة 50.000 أوقية قديمة، في سنتي 2022، و2023 في انواكشوط والعين الصفره وتيشيت وجول وانواذيبو.
– تحويل نقدي إلى 300 أسرة تأثرت بإغلاق الحظيرة الوطنية لجاولينك.
– مساعدة 1.183 أسرة من الحراس المرحلين من تفرغ زينة.
– دعم 740 أسرة تأثرت بأزمة كوفيد 19.
– مساعدات اجتماعية استثنائية للحالات الخاصة (أمهات التوائم، ضحايا الحرائق أو الهدم، الحالات الحرجة المرضية، ….).
في مجال النفاذ إلى المواد الغذائية:
– التموين المتواصل لصالح 1.750 دكانا، من خلال توريد 101.404 طنًا من المواد الغذائية المدعومة للعام.
– توزيعات مجانية لسلات غذائية في إطار التصدي للأزمة الناجمة عن وباء كوفيد 19، لصالح 20.200 أسرة.
– مساعدة الأسر الفقيرة خلال شهر رمضان المبارك عن طريق توفير سلات غذائية مدعومة على مستوى عواصم الولايات.
– إنشاء 97 مخزونا غذائيا قرويا للأمن الغذائي في تكانت وأدرار.
في مجال تعزيز وتقوية السجل الاجتماعي:
– الشروع في عملية تحديث السجل الاجتماعي بالاعتماد على منهجية جديدة تضمن الشمولية الكاملة لجميع الأسر مما سيضمن استيعاب السجل الاجتماعي لجميع الفقراء في البلد، ويمكن من استخدامات أكثر وأنجع له، وهو الذي تعتمد عليه اليوم 25 جهة فاعلة، من الهيئات الحكومية وهيئات منظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، وتتطلع دول عديدة في المنطقة اليوم إلى أن يكون لها سجل للفقراء مشابه للسجل الذي أنجزته التآزر، وفق تكنلوجيا وآليات ألكترونية متطورة، تسمح بالتعرف الكامل على الفقراء، والمتابعة الدقيقة والآمنة لما يوجه إلهم من مساعدات نقدية أو غذائية، وضمان وصولها إليهم، وتوثيق ذلك.
وهكذا يمكن القول إن الفضل في تفادي البلاد للمجاعات والاضرابات والتوترات الاجتماعية المختلفة، في فترة جائحة كورونا، وما أعقبها من ارتفاع صاروخي للأسعار جراء حرب أوكرانيا، يرجع بعد الله سبحانه وتعالى إلى حكمة فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وفكرته الملهمة بالانحياز للفقراء والتركيز على الرعاية الاجتماعية، وإنشاء “التآزر” وتمكينها من القيام بذلك..
فكم من أسرة متعففة في مجابات البلاد وغياباتها المترامية الأطراف لا تسد رمقها إلا بما يأتيها من توزيعات نقدية دائمة أو ظرفية من التآزر، ولا تعلم أبناء إلا في مدارس التآزر، ولا تعالجهم إلا في نقاطها الصحية، ولا تعولهم إلا من دكاكين التآزر، ولا تسقيهم إلا من شبكات مياه وآبار التآزر، ولا تنير بيوتهم إلا من كهربائها، وكم من أسرة متعففة ما كانت لتعالج مريضها بالسرطان أو غيره من الأمراض المستفحلة لولا التأمين الصحي الشامل للتآزر..
كم من سد بنته، وكم من حاجز ترابي أقامته، وكم من عون زراعي قدمته، وكم من دعم مالي، أو تمويل أو قرض حسن أعطته، وهي مستمرة في ذلك، وستزيد فيه كلما زادت إمكانياتها حتى لا يبقى في البلد فقير انسجاما مع رغبة وتعهد وطموح وتوجه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ رائد فكرة التآزر وملهمها وراعيها بدون تبجح ولا ضجيج، ولا من ولا أذى، حسبه في ذلك أن يرضي ضميره وأمته…