حول قضية المرحوم الصوفي ولد الشين
امهادي الناجي محمد الأمين
في منزل المرحوم الصوفي ولد الشين ، يبدو الكثير من الصبروالإحتساب، والبعد عن التفسيرات الماورائية كمايريدها راكبو أمواج التهويل . لايساورهم شك في أن ابنهم قتل بشكل ما ، لكنهم بالمقابل لايذهبون في الاتهام بقتله أبعد من مفوضية دارالنعيم 2 ، وخاصة الفرقة المداومة التي اقتاده بعض أفرادها .
ولقد زادهم ثقة في النفس واحتسابا، ماتلقوه من اهتمام بالموضوع والحرص على شفافية وسرعة التحقيق ، من قبل الدوائر العليافي البلد وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية ، الذي كانت تعليماته واضحة وصارمة حول فرض حيادية وشفافية وسرعة التحقيق .
أما الوقائع فتبدو أقرب إلى الوضوح ولغير صالح القتلة المفترضين :
تم اعتقال الشهيد في وقت خارج الدوام وبشكل لا يتناسب مع ماقيل إنه محول النيابة الذي تم على أساسه الإعتقال
أصل القضية نفسه (دين زهيد المبلغ نسبيا) غاية في البساطة ولا يتطلب الإغارة على مواطن في بيته خارج الدوام والتعامل معه بمثل هذه الحدة (منع ذويه من التقائه ورفض تسريحه بضامن إحضار) ، ثم إن الطرف الثالث وهو الدائن المفترض لم يظهرللعلن حتى الآن .
لا توجد أي دواع من أي نوع تبرر استهداف المرحوم الصوفي ولا وضعه في مواجهة مع الجهات الأمنية ،فهو رجل حقوقي يدعو إلى اللحمة الوطنية وإلى الإبتعاد عن كل عوامل التفرقة بين المكونات الوطنية ونشر ثقافة والأخوة و الإعتدال ، بمعنى أنه مواطن صالح وشخصية وطنية – ليس من السهل المزايدة بمظلمته -، ومن الخطأ التعامل معه في إشكال بسيط كهذا ، بمثل هذه الأساليب المافيوية .
جرائم قتل المدنيين في مخافر الشرطة ، كثيرة ومنتشرة حول العالم ، ولكنها في جميع الأحوال جرائم شخصية ينال مرتكبوها من أفراد الشرطة ما يستحقون من عقاب في حدود المسؤولية الشخصية . وهنايأتي الخطأ الذي ربما أودى بالمفوض الموقوف بمكتبه ، وقد يطال الطبيب وجهات أخرى ، ألا وهو محاولة التستر على الوقائع أو طمسها بحجة حماية الأفراد أو لأي سبب كان .
وفي كل الأحوال لاينبغي لنا ااستباق نتائج التحقيق ، ولكن لا يحق لأي كان محاولة التستر ولا طمس الأدلة ، فتلك مسلكيات أصبحت قديمة ولا تصمد اليوم أمام وسائل التحقيق المتطورة ، هذا علاوة على كونها نوع من المشاركة في الجريمة .
ثم إنه بالمقابل لاداعي للتهويل ولا محاولة ركوب الأمواج ، فذوي الضحية على درجة من اليقين والوعي ، بحيث يدركون جلياأن شبهة قتل ابنهم تدور فقط حول الفرقة المداومة في مفوضية دارالنعيم يوم وليلة الحادثة ، وأنها لن تطال خلافا لذلك إلا من حاول بحكم موقعه التستر عليها أو طمس أدلتها بأي طريقة كانت .ثم إنه من مصلحة الجميع ، بما في ذلك القتلة المفترضون (عوامل مخففة ) ترك مسار التحقيق يأخذ مجراه والتعامل مع الوقائع كما حدثت بالضبط ، فالقتل الخطأ مثلا قد تطاله العوامل المشددة حال محاولة التستر عليه أو طمس أدلته .
رحم الله أخانا الصوفي ولد جبريل ولد الشين ،وخفف عن والدته وزوجته وأبنائه وكل أفراد أسرته وأصدقائه ومحبيه . وإنا لله وإنا إليه راجعون .