إضراب خارج سياق المنطق
امهادي الناجي محمد الأمين
لم يسبق أن حصل إجماع وطني على أهمية ما تحقق ويتحقق في إطار إصلاح قطاع التعليم ، مثل ما عليه الأمرالآن . ولقد سعى معالي وزير التهذيب الوطني السيد #ابراهيم_فال_محمد_الأمين منذو فجر افتتاح العام الدراسي الجديد ، إلى تأسيس مقاربة جادة ، قوامها الحضور والمواكبة والتشجيع ، وعدم التغاضي عن العقبات وطرح أهم المعوقات على القيادة العليا ، والدفاع عنها بشجاعة وأمانة ، وعلى رأس تلك المعوقات ، ظروف المدرس بطبيعة الحال . ولأن النهوض بمنظومتنا التربوية وتأسيس المدرسة الجمهورية ، من أهم أولويات برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد #محمد_ولد_الشيخ_الغواني ، كانت الإستجابة سريعة . فجاءت الزيادات الأخيرة كبيرة ومعتبرة ، بغية الإسراع بتحسين أوضاع المدرسين من جهة ، وإعطاء رسالة جدية بأهمية ماهو قادم بحول الله ، من جهة أخرى ، وكانت أولوية المدرسين فيه بادية .
ولقد احتكمت بعض النقابات التي كانت مضربة ، إلى التسلسل المنطقي لمستجدات الجدية والإنجاز في القطاع ، بينما فضلت أخرى الطرح المتحجر والتمسك بعنوان إضراب من الطبيعي أن يلفظه المدرسون ، ولعدة أسباب أقلها أهمية احترام المدرسين لأنفسهم وتقديرهم المفترض للخطواة المقطوعة على طريق تحسين الظروف .
ثم إن معالي وزير التهذيب الوطني ن قد عمل جادا على ترميم وتطبيع العلاقة بين المدرسين والأهالي ، من خلال آباء التلاميذ ، وهي علاقة طالما تضررت بفعل تهوربعض الجهات النقابية واستغلالها لأوضاع المدرسين بشكل متعسف بغية ، توسيع الهوة بين أطراف العملية التربوية .
وبهذا المعنى فإن أي محاولة للتمسك بوهم الإضراب ، ماهي إلا صيحة خارج سياق الأحداث ، ودعوة واضحة ضد الإصلاح . وهي فوق هذا وذاك احتقار للمدرس وتلاعب بعقله ، ودعوة صريحة أيضا لتجاهل الحد الفاصل بين التمسك بالحقوق وبين أداء الواجبات .