إضراب بلا هدف
الشيخ سيدي محمد الطالب ألمين
بينما تسعى المنظمات النقابية للدفاع عن مصالح منتسبيها وتعظيم مكاسبهم بالحوار والشراكة مع رب العمل وتلجأ عند الضرورة بسد أفق الحوار للاضراب وهي تستحضر دائما الموازنة بين مصالح منتسبيها والمصلحة العامة . فضلت بعض نقاباتنا السير عكس التيار وارتهنت للمجهول ووضعت منتسبيها أمام خيارات صعبة ورهانات مستعصية
فبينما يرى الجميع احتلال التعليم سلم أولويات فخامة رئيس الجمهورية انعكست في سياسات ملموسة وقرارات ناضجة وإجراءات واضحة كان آخرها زيارة الرواتب العامة للموظفين والخاصة بمجتمع التعليم قررت ثلاث نقابات من أصل عشرات النقابات أن تستمر في مسار الإضراب وهو قرار وان كان عديم التأثير على سير الدروس إلا انه يبين للأسف مستوى الوعي النقابي لهذه المجموعة القليلة من النقابات فبدل أن تقرأ بشكل صحيح مزاج المدرسين وحتى الرأي العام ومستوى التعاطي الحكومي بصفة عامة ومعالي وزير التهذيب بصفة خاصة مع مشاكل القطاع والسعي الدؤوب لتجاوزها فضلت هذه النقابات أن تكون جزءا من المشكلة بدل أن تكون جزءا من الحل وتستثمر حالة الإهتمام بإصلاح التعليم وتحسين ظروف المدرسين في الاتجاه الصحيح
إن هذا القرار الخاطئ للأسف وضع نقابة مهمة في تقديرنا بين فكي كماشة نقابتين بلا تأثير على جمهور المدرسين وهو ما سيسحب من الرصيد المعنوي لهذه النقابة ومن جمهور منتسبيها الذين سيحكمون عقولهم ويقرؤون بشكل صحيح الواقع الجديد للتعليم وهو الذي مكن في ثلاث سنوات من زيادات معتبرة لعلاوات ورواتب المدرسين ومنح الأمل في مستقبل زاهر لمهنة التدريس
ربما لا زالت تفصلنا سويعات عن إضراب سيكون من أفشل الاضطرابات واقلها تاثيرا وأتمنى على زملائنا إنقاذ نقابتهم ووضع حد لمصيدة اوقعتهم فيها حمية التمسك بموقف لا يمثل قناعاتهم ولايستجيب لمصالح منتسبيهم
اما القائمون على الشأن التربوي ، وعلى رأسهم معالي وزير التهذيب فإنهم ماضون في إصلاح قطاع التعليم وتحسين ظروف المدرسين متى عنت الفرصة ومستمرون في فتح أبواب الحوار أمام الجميع ولكن وبنفس الإصرار ماضون في حماية مصالح التلاميذ وإنفاذ القانون