(معلمي) الأثر الدائم في سلوكي وحياتي .
سيد عبيد شريف احمد للحاج
انا صنيعة مدرستي و معلمي لما له من عظيم مكانة وجليل شرف يتحمل مسؤوليةً جليلةً وأمانةً كبرى، فهو صانع الأجيال وواضع حجر أساس بناء الأمم، لهذا ينبغي له أن يتحلى بجملة من الخصال، فالمعلم هو القدوة السلوكية لمن يعلم، وقد تكون الأولى وحتى قبل والديه إذ قد يقضي المتعلم مع معلمه من الساعات أكثر بكثير مما يقضيه مع والديه، لذلك كان لزامًا على المعلم أن يكون خير قدوة ومثالا يحتذى، فيجب أن يرى الطالب في معلمه و ( طالبن ) مثال الصلاح والتقوى الملتزم سلوك و ممارسة . التعليم من أعظم الأعمال التي يقوم بها الإنسان وأجلها، وكيف لا تكون كذلك وهي السبيل لرقي الإنسان وتحضره، ونقله من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم والمعرفة، وما زال الإنسان منذ خلقه الله تعالى وهو يسلك سبيل التعلم والتعليم، وكان من أعظم الشرف الذي حازه بنو البشر أن كان معلمهم الأول هو الله سبحانه وعلا وكان التعلم خصيصة تفضيل لهم وتكريم، إذ قال سبحانه وتعالى في ذكر خلق آدم أبي البشر (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ، وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)، وبقي الأمر في ذريته من بعده فطرة يكتسبون المعارف الضرورية لحياتهم بالتعلم، وعلى مدار الأزمان اضطلع بدور التعليم معلمون كانوا هم صناع الحضارات،
إن العملية التعليمية والتربوية لا تقتصر على المؤسسات التعليمية التربوية بل هي عملية شاملة تشترك فيها جميع الأطياف الاجتماعية، وجميع الأفراد، فالأبوان يحملان المسؤولية بالدرجة الأولى، ثم العائلة، ثم المجتمع، وهكذا تكبر المسؤولية وتتوسع لتشمل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وكذا المراكز الدينية والقائمين عليها، وكل يحمل مسؤوليته بحسب تمثيله الإنساني والاجتماعي، وصحيح أن هذه العملية في أغلب صورها عشوائية غير منظمة ولا ممنهجة إلا أنها تساهم مساهمةً كبيرةً في صناعة شخصية الإنسان وبنحو من الأنحاء، وهذا ما يدفعنا إلى البحث عن العلة التي تقف وراء عدم النجاح المطلوب». لا شك أن البشرية تسعى كل فترة إلى تطوير مجالاتها التي تعيش فيها وتناولها في كل شأن من شؤون حياتها، ولا شك أن مفتاح هذا التطوير هو «التعلم» و«التعليم»، والذي يعتمد كل الاعتماد على «المعلم» الذي يقوم بهذا المهمة غير السهلة. ولا نشك أن القائمين على هذا المجال مدركون لما تحتاجه العملية التعليمية من رسم أهداف وغايات واستراتيجيات، ووضع أدوات وآليات، واعتماد المهارات والأداء اللازم، وفي الوقت نفسه عندما يرون النتائج والمخرجات فإنهم يدركون أيضًا أن هناك أمرًا مفقودًا في البين، وهو الذي أنتج ثمارًا غير متوقعة، وهذا النقص يظهر ليس بالأمر السهل ولا البسيط، إذ يظهر أنه نقص تظهر نتائجه في المراحل المتأخرة من دخول المرء إلى معترك الحياة، وإلى الساحة الوظيفية، بل ولا تُستثنى الحياة الأسرية والاجتماعية بمختلف أشكالها وصورها. أجل.. أليس ظهور الفساد في الدوائر والمؤسسات دلالة واضحة على وجود نقص في العملية التعليمية؟
التعليم ومخرجاته هو ما نعيشه سلبا او إيجابا في حياتنا اليومية وهو صنيعة (سيدي ) وأثره الدائم في سلوكنا وحياتنا العامة .