بين حماية أرواح المنقبين وإنصاف الجيران/امهادالناجي محمد الأمين
من المؤلم حقا قتل مواطنين من أبنائنا المنقبين ، بدم بارد في رحلة الثراء الوهمية بحثا عن الذهب .
غير أن وجود رعايا موريتانيين خارج الحوزة الوطنية ، أمر سيئ ويعفي الجهات القاتلة من أي مسؤولية اتجاه بلادنا على أقل تقدير ، ويعفي سلطاتنا الوطنية أيضا من ذات المسؤولية اتجاه أمن وسلامة مواطنيها ، طالما أنها حذرتهم من مغبة الأقتراب من خطوط النار في حرب مستعرة بين الإخوة الأعداء .
يعلم كل المنقبين وغيرهم أن موريتانيا حددت مناطق عسكرية مغلقة سبق وأن قتلت مواطنين دخلوها في ظروف غير مشروعة . لذلك من المنصف مقارنة بذلك أن نعلم أن من دخل مناطق مغلقة وفي غير وطنه يتحمل وحده مايترتب على ذلك من مسؤوليات ، قد تطال حياته وممتلكاته على نحوالحادث المؤلم الأخير وما قبله من حوادث مشابهة .
لا نبرر قتل رعايانا ولا نستهونه ، ولكن ضوابط العلاقات الدولية وافتراض المعاملة بمبدأ حسن النية والجوار ، يفترضان من الجميع التعامل بشيئ من الإنصاف مع مثل هكذا أحداث مفاجئة ومؤلمة . كل هذا يستدعي من مواطنينا المنقبين أن يدركوا وبكل وضوح أن مسؤولية سلطاتنا الوطنية عن حياتهم وممتلاكاتهم ، أصيلة وثابتة ، ولكنها تتوقف حتما عند حد تعامل المنقبين مع الضوابط والتعليمات الأمنية داخل الوطن نفسه ، فما بالك إذا تعلق الأمر بتجاوزها إلى أراضي دول مغايرة .
نترحم على أرواح ضحايانا ونتقدم بكامل العزاء لذويهم ، ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى ، ونرجوا من الله تعالى أن يلهم رعايانا المنقبين الرشد والسداد ، وأن يتقيدوا حرفيا بتعليمات الحيطة والسلامة ، وعلى رأسها الإبتعاد المطلق عن خطوط المواجهة بين الإخوة الأعداء، والإستغناء كليا عن فكرة البحث عن الذهب داخل تلك المناطق المتهبة خطرا.