
قبس.إنفو… كيف وضعت “التآزر” بولحراث على طريق التعمير: تجميع 53 قرية في مدينة واحدة ضمن برنامج “تعمير – مدن التآزر”
22-09-2025
شهدت بلدية بولحراث بمقاطعة باركيول ، ولاية لعصابة . تحولاً تاريخياً في مسارها التنموي، حيث أُطلق برنامج طموح لتجميع 53 قرية متناثرة في إطار عمراني منظم، ضمن مشروع “تعمير – مدن التآزر” الذي تسهر الدولة على تنفيذه لتعزيز التنمية الريفية والعدالة الاجتماعية ..
فطالما عانت القرى الصغيرة المتباعدة من ضعف الخدمات الأساسية وصعوبة النفاذ إلى التعليم والصحة والماء والكهرباء. كما شكلت المسافات الطويلة بين القرى عقبة أمام إيصال المشاريع التنموية بشكل فعال. ومن هنا جاءت فكرة تجميع القرى في تجمع حضري منظم يختصر الجهد ويضاعف الفائدة.
هكذت تعهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بتقريب الخدمات إلى هذه المناطق الهشة والمعزولة ، وهكذا جسدت التآزر تلك التعهدات على أرض الواقع ، بإشراف ومواكبة مباشرة من مندوبها العام الشيخ عبد الله ابده .
هذا التجمع الجديد سيضع حداً لمعاناة مئات الأسر التي كانت تعيش في مناطق نائية، وسيوفر لها إطاراً حضرياً يضمن الأمن، والنفاذ إلى الخدمات، وفرص العمل.
أبعاد اجتماعية واقتصادية :
لا يقتصر المشروع على بناء مساكن وبنى تحتية، بل يشكل خطوة استراتيجية نحو:
محاربة التهميش وضمان العدالة الاجتماعية بين سكان الريف والمدينة.
تسهيل الاستثمار المحلي بفضل البنى التحتية المنظمة والطرق المعبدة.
خلق ديناميكية اقتصادية جديدة تقوم على التجارة والخدمات والأنشطة الزراعية المدعومة بالتجمع العمراني.
تعزيز التماسك الاجتماعي عبر جمع السكان في فضاء موحّد يتيح فرص التعاون والتكامل.
ترشيد الموارد وضمان الاستدامة :
إحدى أهم ميزات هذا البرنامج أنه يساعد الدولة على ترشيد مواردها، حيث يصبح إيصال الخدمات إلى نقطة حضرية واحدة أقل كلفة وأكثر نجاعة من توزيعها على عشرات القرى الصغيرة. وهو ما يتيح توجيه المزيد من الاستثمارات إلى مشاريع إنتاجية وخدماتية تعزز الاستدامة على المدى البعيد.
بولحراث… نموذج للتنمية المتوازنة واللحمة الاجتماعية :
مع هذا التجمع العمراني الجديد، تدخل بلدية بولحراث مرحلة جديدة من تاريخها، لتتحول من قرى متناثرة تعاني العزلة إلى مدينة ناشئة تحمل مقومات العيش الكريم. وهي بذلك تقدم نموذجاً عملياً لسياسة الدولة الرامية إلى تحقيق تنمية متوازنة بين المدن والريف، وتثبيت السكان في مناطقهم من خلال توفير الظروف الملائمة للحياة والعمل.
وقد كانت هذه النشاطات فرصة تاريخية لإلقاء خطب ومحاضرات من طرف قادة رأي ومثقفين وخبراء ، حول الوحدة الوطنية وأهمية التعايش المشترك بين المكونات . لاقت صدى واسعا على المستوى المحلي والوطني .
إن مشروع “تعمير – مدن التآزر” في بولحراث ليس مجرد عملية إسكان، بل هو رؤية حضرية متكاملة تعكس إرادة سياسية قوية لوضع الأسس لمجتمع أكثر عدلاً وتماسكاً، وأقدر على مواجهة تحديات الحاضر واستشراف المستقبل . وهو في الحقيقة محطة جديدة من سلسلة إنجازات واسعة تنفذها التآزر تجسيدا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني (طوحي للوطن ) .
قبس.إنفو