حول التهويل الإعلامي لماجرى عند معبر “كوكي الزمال ” / امهادي الناجي محمد الأمين

ماجرى على الحدود المالية الموريتانية عند معبر “كوكي الزمال” ، أمربسيط ومتوقع من ثلة من المهاجرين العابرين ، ربما أنفقوا مدخرات حياتهم بدافع حلم الهجرة ، وخسروا كل ذلك في محطة موريتنايا ، التي هي في بالنسبة لهم محطة عبور . لما وجد المهاجرون أنفسم داخل أراضيهم المالية شعروا بالخسران فعلا وحاولوا إعادة الدخول عنوة إلى الأراضي الموريتانية . وهي محاولة من البديهي أنها ردة فعل تعبر عن الإحباط واليأس ، وعن التعلق بخيط أمل سميك وبائس ، هو محاولة الاستفادة من شحن إعلامي هنا داخل نواكشوط ، هدفه الأصلي ليس الإنسانية ولا المهاجرين ، وإنما هي تيارات مختلفة تميل حيث وجدت أي فرصة لإشاعة الفتنة والتوتر والشحن العرقي في البلد . هذا أعتقد أنه معروف وليس بجاجة إلى شرح .
ولأن فرقة الدرك المالية هي عبارة عن نقطة تفتيش من أفراد قلائل لم تستطع اعتراض اندفاع المهاجرين ، وبالتالي وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع قواة الأمن والدرك الوطنيين ، التي أعادتهم إلى الأراضي المالية بكل يسر وسهولة ، دون الحاجة إلى مساعدة من الجانب المالي ، ودون أن تصيبهم بأذى جسدي . هذا الفعل الآحترافي الباسل لقواتنا الأمنية على الحدود ، أثار حفيظة دعاة الفتنة هنا في نواكشوط وأساءهم كثيرا ، فهم في الحقيقة يسعون وبخبث إلى تصوير البلاد وكأنها مستباحة ، ويقفون إلى صف كل من وما يحتمل فيه تأجيج الوضع وإثارة الرأي العام وتهديد الأمن والسكينة . ولعل هذا مايفسر تلك الحملة الإعلامية المتزامنة والتي تقتطع الفيديوها والمآسي من أي نقطة في إفريقيا وتقدمها على أنها حدثت داخل البلاد .
وفي جميع الأحوال على دعاة التهويل والتحريض أن يخرسوا ، وأن يدركوا أن حملاتهم الإعلامية المسعورة بهدف الإضرار بالبلد ، باتت مكشوفة ، وعلى عكس ما يريدون لن تولد إلا مزيدا من وحدة الصف خلف قواتنا ألأمنية والعسكرية والسلطات السياسية في البلد ، حتى يتم تسيير ملف الهجرة المعقد (عالميا) بالطرق المناسبة لمكانة بلادما الجيوسياسية .
وسيعلم المغرضون في النهاية أن هذه الحملات المسمومة لن تزيد الوطنيين إلا تماسكا ووحدة صفوف في مواجهة كل من يتجاوز طرحة حدود الخلاف السياسي . فللبلاد في النهاية من حماها في الماضي بدمائه ، ويحميها الآن ، وسيبذل الروح في حمايتها غدا إذا اقتضى الأمر .

زر الذهاب إلى الأعلى