بين حقوق المدرس في التعبير عن مطالبه ، وواجب الشرطي في حفظ السكينة / امهادي الناجي محمد الأمين
حادثة صفع المدرس أمر مشين ، وسلوك متجاوز منذ القدم في إطار المقاربات الأمنية الحديثة .
ثم إن ضرب مواطن أيا كان وسحله بطرق عنيفة أمر مرفوض ، ولا يقره ترتيب ولا قانون .
غير أنه علينا استحضار أنه إذا كان للمتظاهرين مهما كانوا -مدرسين أو غيرهم – حق احترام تعبيرهم عن طرح مشكلة ما ، فإن عليهم أيضا واجبات . وأن أول هذه الواجبات هو استحضار أن رجال الأمن لم يحضروا للنزهة أو التفرج ، وإنما لحفظ النظام العام والسكينة ، وأنهم لا يحضرون بتوجيهات ، وإنما بأوامر صارمة عليهم تطبيقها وفرضها مهما كلف الأمر .
هذه الوضعية تتطلب من أي متظاهر التعاون مع أعوان الأمن ، وأن لا يضطرهم للمواجهة ، خاصة وأنهم يدافعون في الغالب عن جدار أمني تم رسمه مسبقا والتعليمات صارمة . لذلك فإن إهانة أعوان الأمن أو التطاول عليهم أو محاولة خرق جدرهم الأمنية ، هو في الحقيقة نوع من دفعهم نحو المواجهة ، ثم تحميل لهم مالم يتحملوا أصلا من مسؤولية ، فهم يطبقون الأوامر بغض النظر عن وجهة نظرهم في ما يجري .
وبين هذا وذاك نحن إلى جانب التضامن مع المدرس ، وضد ضربه وسحله ، ولكن ندرك في حقيقة الأمر ، وبعيدا عن المزايدة أن عنصر الأمن في الغالب ينفذ الأوامر ، ولاينبغي التضحية به ولا اتخاذه كبش فداء .
يحق للمدرس التعبير عن معاناته . بشرط أن يستوفي أسلوب تعبيره كل الشروط والترتيبات ،وأولها عدم التعرض لأعوان الأمن لفظيا أو جسديا ولا استفزازهم . فأعوان الأمن يطبقون التعليمات على نحو ما سلف ، وليست لهم أي علاقة بأصل المشكلة ولاسبب التظاهر .
هذا فقط من أجل أن نتعامل مع الأمر بحد أدنى من الموضوعية والحياد ، فالمعلم رمزللتقدير والاحترام ، ولكن مهمة عون الأمن ترمزأيضا للشرف والكرامة .