العرب وحزب الله / محمد فال ولد بلال
في الحقيقة أنا مندهش من وقوف البعض تصريحا أو تلميحا في الجانب الخطأ إزاء الحرب الدائرة حاليا في الشرق الأوسط، ذلك لأن المعطيات واضحة وضوح شمس الضحى في حرم الأقصى. وسبب اندهاشي هو ما يرشح هنا وهناك من تشكيك أو تنقيص بحزب الله يصل أحيانا إلى ما يشبه التشفي.
نحن أمام حرب يمكن تعريفها كما يلي:
– الميدان: فلسطين
– الهدف: تحرير فلسطين
– العنوان: طوفان الأقصى
– الأطراف:
* الشعب الفلسطيني ممثلا في حماس والجهاد والفصائل المسلحة الأخرى وحلفاؤهم من جهة،
* والكيان الإسرائيلي بكافة أطيافه ومكوناته وأمريكا وبريطانيا ومنْ معهم من جهة أخرى.
المعادلة واضحة والاختيارات محدودة: إما أن تكون مع هذا الطرف أو ذاك، أو تكون حياديا! لا خيار آخر متاح أمامك. قرر حزب الله أن يقف “مع” طوفان الأقصى بروحه وسلاحه ودمائه. فتح جبهة إسناد ودعم و بدأ يضرب العدو منذ صباح 8 أكتوبر 2023 حتى يومنا هذا. استشهد أبطاله وفرسانه وقادته على طريق القدس وفي رحاب طوفان الأقصى. فماذا عسانا نقول بحقهم غير الذي قالته حماس والجهاد وفصائل فلسطين الأخرى من تقدير واحترام وتضامن؟
الخيار المطروح أمامنا اليوم ليس أن نكون سنة أو شيعة، ولا أن نكون عربا أو فرسا. الواقع يقول غير ذلك. الواقع يقول إن فلسطين العربية السنية مدعومة من حزب الله العربي الشيعي في حين خذلها العرب السنة أو على الأصح النظام العربي السني، إلا من رحم ربك.
الخيار المطروح هو: أن نقف “مع” أو “ضد” طوفان الأقصى، أو أن نلتزم الحياد. لا علاقة للموضوع بأن نكون سنة أو شيعة أو غير ذلك، ولا أن نكون عربا أو فرسا أو روسا أو أنجلو – أكسون.
من كان مع حماس حقا ومع طوفان الأقصى لا يمكنه بحال من الأحوال أن يكون ضد حزب الله الذي يقاتل إلى جانب حماس منذ فجر 8 من أكتوبر 2023 فاتحا جبهة إسناد ودعم ضحّى فيها بأغلى مجاهديه وفرسانه وقادته. وعانت فيها حاضنته الاجتماعية من مآسي وآلام النزوح والقتل والتنكيل ما لم يعانيه غير حاضنة حماس في غزة والضفة.
هناك من يتحجج بأن حزب الله دخل الحرب متأخرا وبجهد باهت ضمن قواعد اشتباك محدودة. وهذا صحيح، لكنه دخل المعركة. وكما يقال: أن تأتى متأخرا خير من أن لا تأتي.
وهناك من يتحجج بالعداوة التاريخية بين العرب والفرس، ويستحضر الدور الإيراني في غزو العراق وما حمله من تواطؤ وتآمر مقيت مع الأمريكان واغتيال الشهيد البطل صدام حسبن، و ما تلى ذلك من جرائم ضد السكان السنة. وهناك من يذكر تدخلات حزب الله في سوريا والعراق واليمن لأسباب ظاهرها سياسي وباطنها طائفي قبيح. وهذه الحجج كلها وجيهة! تلكم جرائم بشعة فعلا ولا تنسى أبدا؛ لكنها في الوقت ذاته تذكرنا بأن أن غزو العراق العظيم الذي فتح الباب لتصاعد الدور الإيراني في المنطقة تم من “الألف” إلى “الياء” من أراضي ومطارات وقواعد الدول العربية السنية .. لولا ذلك لما حصل ما حصل.
وعلى كل حال، مهما كانت المآخذ على حزب الله، فإنه هزيمته (لا قدر الله) على يد إسرائيل ان ينقص من المد الإيراني وان يزيد العرب السنة قوة وحضورا، بل سيزيد اليهود عربدة وغرورا واحتقارا لمن يسموهم “الغوييم”.
ختاما لن نقول في حق حزب الله إلاّ ما قالته “حماس” و صدح به “أبو عبيدة” من تقدير واحترام وتضامن مع حزب الله في محنته الراهنة.
رحم الله الشهيد البطل حسن نصر الله
عاش حزب الله سندا ودعامة للمقاومة الفلسطينية!
29 /9/ 2024