المدير العام للمكتب الوطني للصرف الصحي يستعرض حزمة التدابير والإجراءات الاستباقية لمواجهة موسم الأمطار 2024

يعتبر النفاذ إلى الصرف الصحي حقا من حقوق الإنسان حسب قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة لسنة 2010، نظرا لكونه يكتسي أهمية رئيسية في تحسين الصحة العامة ونظافة البيئة ويساعد في تطوير اقتصاد الأسر وصيانة كرامة الإنسان.

وفي هذا الإطار عمدت الدولة الموريتانية لإنشاء المكتب الوطني للصرف الصحي بموجب المرسوم 122 الصادر بتاريخ 2009؛ وهو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري؛ ومن أبرز أهداف المكتب؛ الحالية والمستقبلية توفير صرف صحي عصري يتماشى ومتطلبات التنمية المستدامة؛ ومن صلاحياته إنشاء وتسيير شبكات الصرف الصحي بجميع مكوناته(الجانب الميداني)استغلال مياه الأمطار؛ إنشاء وإدارة محطات معالجة مياه الصرف الصحي(المياه العديمة)ومياه الأمطار؛ على كافة التراب الوطني؛ وبخاصة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية؛ مع رسم وتنفيذ السياسة الوطنية للصرف الصحي؛ والتي ترمي إلى بلوغ أهداف التنمية من خلال التركيز على الولوج إلى خدمات الماء والصرف الصحي في الوسط الريفي وفي الأحياء الهامشية لمدينة نواكشوط طبقا للاستراتيجية الوطنية للنفاذ المستدام للمياه والصرف الصحي وتحسين الحكامة في القطاع لأفق 2030.

ولدى استعراضه للوكالة الموريتانية للأنباء حزمة الإجراءات والتدابير الاحترازية للمكتب في مواجهة أي طارئ؛ والاستعدادات المتخذة للتساقطات المطرية المنتظرة وموسم الخريف الحالي 2024.

أوضح السيد أحمد زيدان ولد محمد محمود؛ رئيس المكتب الوطني للصرف الصحي؛ أن هناك نوعين من الصرف الصحي؛ يُعنى القسم الأول منهما بصرف المياه العديمة؛ ويختص الثاني في معالجة مياه الأمطار؛ وهذه الصلاحيات تقع حصراً ضمن اختصاصات وتدخلات المكتب؛ وهو المكلف بإنشائها واستغلالها وتسييرها عبر جميع التراب الوطني؛ وبخاصة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.

وفي إطار التجهيزات الجارية لموسم الخريف الحالي 2024 , أشار المدير العام؛ إلى تمكن المكتب الوطني للصرف الصحي بالتنسيق مع وزارة التشغيل؛ وبالأخص مشروع قابلية تشغيل الشباب (YEP) الذي يموله البنك الدولي من اقتناء واستلام المعدات والآلات ومعدات الضخ والمركبات وما إلى ذلك معدات لوجيستية ، بغرض الاستجابة السريعة للكوارث والفيضانات الممطرة الناتجة عن التغيرات المناخية؛ وعبر حصول المكتب على تمويل معتبر لمقدرات المكتب؛ أسهم في اقتناء مجموعة من الآلات والمعدات والمواد اللازمة لتعزيز قدرات التدخل لدى المكتب الوطني للصرف الصحي وإطلاق حملة الاستجابة للفيضانات للفترة الحالية خلال خريف .2024

وبين أن الآلات والمعدات والمواد اللوجستية المدعمة لترسانة المكتب مؤخراً تنوعت لتشمل على سبيل المثال لا الحصر؛ 2040 شاحنة لشفط المياه بقدرات عالية؛ من ضمنها (33 شاحنة تفريغ و 09 شاحنات صرف صحي؛ و02 حامل خزانات ؛ و 05 حفارات هيدروليكية) و 74 مضخة بقدرات عالية؛ تتراوح طاقة بعضها مابين(معدل ضخ 400 متر مكعب و 650 متر مكعب للساعة) وتوجه هذه الأخيرة للاستخدام في المناطق المنخفضة؛ التي عادة ماتتأثر أكثر من غيرها بالآثار الجانبية للتساقطات المطرية التي تخلف وراءها تراكم للبرك والمستنقعات..

فضلا عن 5 كلم من أنابيب الصرف الصحي المستخدمة للمياه المطرية؛ وكذلك 3745 طوابع زيارة لغرف التفتيش و المراقبة المغطاة بشكل كامل من طرف شبكة الصرف الصحي ؛ وفي ذات السياق أشار المدير العام إلى تعزيز الحكومة لتجهيزات المكتب الوطني للصرف الصحي؛ ودعمه بـ15 مركبة رباعية الدفع 4/4 عابرات الصحراء؛ وهي مركبات في غاية الأهمية بالنسبة لحملات وطبيعة تدخل المكتب في المناطق النائية والوعرة.

وطمأن السيد أحمد زيدان ولد محمد محمود؛ الرأي العام بخصوص جهوزية المكتب الوطني للصرف الصحي؛ معتبرا أن جميع المؤشرات الحاصلة لديهم وحجم الاستعدادات تشير إلى أن مستوى تدخل المكتب هذا الموسم سيكون أحسن من سابقيه خلال السنوات الماضية.

مؤكدا في هذا الصدد على أن المكتب الوطني وبالتعاون مع مديرية الحماية المدنية والشركاء الفنيين؛ بات على أتم الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي طارئ؛ والتقليل من المخاطر والآثار الجانبية المحتملة لموسم الخريف الحالي2024؛ وفق المقدرات اللوجيستية والفنية والمادية للمكتب ؛ وفي حدود الممكن والمتاح.

مذكرا في هذا السياق بحقيقة أن الإمكانيات والمعدات اللوجستية هي الحل الوحيد لمجابهة أية آثار محتملة لتساقطات المطرية الكثيفة والفيضانات الموسمية والكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية المهددة لأي تجهيزات.

منبها في هذا الإطار أن العاصمة نواكشوط لا توجد فيها منظومة صرف صحي مكتملة لحد الساعة؛ والواقع يقول أن العاصمة لازالت تفتقد لمنظومة شبكة صحي عصرية؛ إنما هناك أجزاء من أحياء مدينة نواكشوط القديمة تحتوي بقايا شبكة قديمة للصرف الصحي ومياه العوادم؛ ولكنها باتت في حكم المتهالكة بنسبة 90%.

مضيفا أن مجموعة المقدرات من وسائل ومعدات وتجهيزات متوفرة لدى المكتب من شأنها التغلب على الآثار الجانبية المحتملة للتساقطات المطرية؛ في انتظار تعهد فخامة رئيس الجمهورية خلال برنامجه للمأمورية القادمة بإنشاء منظومة شبكة صرف صحي مكتملة تغطي مدينة انواكشوط و عواصم الولايات الداخلية.

و نوه المدير العام للمكتب الوطني للصرف الصحي؛ إلى أن أهم إنجازات ومشاريع المكتب في السنوات الأخيرة؛ تجسدت خلال الفترة (2023-2024)-2023: أعمال النظافة وإعادة تأهيل جزء كبير من أعطاب الشبكة وكذلك تأهيل البنية التحتية للهندسة المدنية والمعدات الكهروميكانيكية لمحطات ضخ مياه الأمطار في بلدية روصو؛ من خلال التطبيق الصارم لتوصيات فخامة رئيس الجمهورية: بتاريخ 2 فبراير 2023، خلال الاجتماع الوزاري(بمدينة روصو)حيث أعرب فخامته حينها خلال لقائه مع مسؤولي ولاية ترارزة روصو عن عدم فهمه لوجود نظام للصرف الصحي في روصو في السبعينات و كونها غير موجودة في عام 2023; وتطبيقا لتوجيهات فخامته قام المكتب الوطني للصرف الصحي بالتنسيق مع مشروع مدن بترميم الشبكة القديمة في المدينة بجميع مكوناتها وكذلك محطات الضخ؛ مما نتج عن جهوزية شبكة الصرف الصحي بأحياء مدينة روصو العتيقة؛ في انتظار فكرة توسيع الشبكة لتشمل باقي أحياء المدينة, ومن أبرز المشاريع المنجز للمكتب خلال الماضية والجارية:

2023: أعمال تنظيف وتنظيف وتأهيل شبكات صرف مياه الأمطار في مدن كيهيدي وألاگ وأكجوجت.

2023: أشغال بناء سدود الحماية من الفيضانات في مدينة بوگي وتصريف مياه الأمطار في منطقة الترحيل بنفس المدينة.

2023: على مستوى نواكشوط أعمال بناء السدود الواقية في أحياء الدار البيضاء والبصرة

2023-2024: العمل على ربط منطقتين بدار النعيم ومنطقة “محطة الحافلات” بتيارت بشبكة صرف مياه الأمطار بنواكشوط.

2023-2024 : العمل على ربط منطقتين بدار النعيم ومنطقة <<< موقف الحافلات >>> بتيارت بشبكة صرف مياه الأمطار بنواكشوط

2023: التدخل الطارئ لضخ وتصريف وإخلاء مياه الأمطار في نواكشوط وفي 10 مدن داخل البلاد

2024: أعمال إعادة التطوير والردم في الأحواض بمدينة نواكشوط (شمال F والوحدة M)

2023-2024: تنظيف وتأهيل جميع أنظمة تصريف مياه الأمطار وتصريف المياه الجوفية وشبكات الصرف الصحي ومحطات الضخ (PR1 وPR2 وPR3 وPR6) في نواكشوط.

2024: تركيب 12 نظام ضخ مياه الأمطار من المناطق المنخفضة على شبكة مياه الأمطار القائمة.

وعرج المدير العام للمكتب الوطني للصرف الصحي إلى محور الآفاق والمشاريع المستقبلية للمكتب الوطني تطلع المكتب لبناء شبكة صرف صحي متكاملة بنواكشوط وشبكات صرف صحي مناسبة في عواصم الولايات الداخلية, خلال العام الجاري 2024: اطلاق مناقصة دولية لتنفيذ وإنشاء منظومة متكاملة للصرف الصحي ومياه الأمطار في مدينة نواكشوط المحورA بحيث تغطي (جزء من مقاطعات الميناء، السبخة، تفرغ زينة، لكصر ؛ وأجزاء من تيارت).

إضافة إلى إطلاق إشعار بمناقصة دولية لاستكمال أعمال الصرف الصحي ومياه الأمطار في مدينة نواكشوط، القطبين B (تيارت-دار النعيم-توجونين) والقطب C (الميناء-عرفات-الرياض).

وخلص المدير العام إلى أهمية وضرورة تعاون المواطنين مع المكتب من خلال عن التبليغ عن المخالفات من سرقات منتظمة للستائر و الأغطية الحديدية باهظة التكلفة التي تغطي قنوات ومجاري الصرف الصحي؛ وهو تحدي واستنزاف لمجهودات وموارد المكتب؛ وأيضا ضرورة التوعية بخطورة بعض الظواهر السلبية في المدن والمناطق السكنية المنخفضة من حفر الآبار لمياه العوادم ورمي النفايات والأوساخ؛ وتأثيرها السلبي المحتمل على شبكة مياه الشرب ؛ تلك المسلكيات الضارة والتي تقتضي المصلحة العامة التبليغ عنها لما قد تشكله من من كوارث وخطر على الصحة العمومية

الوكالة الموريتانية للأنباء

زر الذهاب إلى الأعلى