مدرسة محمد ولد أحمد مرحبَ الأدبية بين حدة السيف وعذوبة الكلمة / الأديب : محمد حي ولد سيديا
يشرفني و يسعدني أن أكون معكم فِي رحاب الأدب والفكر ؛ لنتدارس سويا أدب قَامَةٍ سَامِقَةٍ عَزّ نظيرها
ونظرًا لما تكتسيه هذه الشخصية الأدبية من خصوصية بالنسبة لي شخصيا و لساكنة منطقة الساحل وموريتانيا بشكل عام فسيكون الحديث ذَا شجون .
وهي فرصة نسلط فيها الضوء على جوانب ذات أهمية قصوى من موروثنا الأدبي عموما والشعبي منه بشكل خاص ” لغن ” لنفض الغبار عن أدب قامة أدبية كبيرة ؛ وفحل من فحول الأدب وسَدَنَتِهِ الذين ذاع صيتهم وسارت بأخبارهم الركبان وهو الأديب الفتى و الفارس : و هو محمد ولد أحمد مرحب ولد محمد ولد اعل ( ولد طينش ) ولد محمد ولد بهدل ولد اعل ولد اللب المغفري وأمه أم المؤمنين منت سيدي باب ولد الشيعة ولد منصور الدليمية سليل الأسرتين العريقتين اللتين اشتهرتا بالشجاعة والكرم …
ولد محمد ولد أحمد مرحب في أواسط القرن التاسع عشر في حدود 1840م تقريباً و عاش عمرا لم يكن طويلا جداً إذ لم يتجاوز الستين عاما و لكنه كان عريضا حافلا بالعطاء ، عمرا كان كله مآثر موغلة في الرمزية الطافحة بأمارات الفتوة والشجاعة والكرم … فقد جمع خصالا شتى قلما اجتمعت في شخص واحد فبالرغم من كونه مدرسة أدبية ، له أسلوبه الخاص به في السلاسة والجزالة ، وروعة الشكل ودقة المضامين ومثال ذلك
كان اذريع لتوين ازوين
ؤ بل اللعب ؤلاهو حافي
واعل عاد اذريع لتوين
مايلعب يكون السافي
راعي يالدلال الديار
مبعدهم عادو من لعمار
هاذي دار الونست لبصار
ابلدها مستدرس خافي
اعليه السافي كل انهار
يلعب مستگبل وامگافي
مدرسة محمد ولد أحمد مرحب الأدبية هي تلك المدرسة التي تأسى بها الكثيرون ، ولا زالت تلهم أجيال الأدباء حتى وقتنا الراهن ؛ إلا أنه لا يسعني إلا أن أتعرض لبعض الآفاق الأخرى لشخصيته الرحبة ؛ حيث كان من أكابر تلامذة محمد ولد سيدي محمد وأبنه النعمان ولد محمد ولد سيد محمد الجد الجامع لأهل النعمان من أهل سيدي محمد التيشيتي ؛ فنهل من معين تلك الدوحة الوارفة الظلال حيث
برز بشكل لافت و ساعده على ذلك ذكاءه الخارق ؛ وسرعة بديهته ؛ وقوة ذاكرته وحدة بصره ؛ هذا فضلا عن فروسيته وشجاعته .
من المعروف أن محمد ولد أحمد مرحب لم يساوم قط يوماً في سمعة عشيرته ؛ فظل يحمل لواء كبريائهم يدافع عنه بسيفه ويَراعِهِ ؛ فلقب عن جدارة بلقب “ الفتى ” .
لقد تعاورت عاديات الزمن ؛ شعر محمد ولد أحمد مرحب وضاع جزء معتبر منه قبل أن يدون بالمعنى الحقيقي ؛ لكن ماتم تداركه منه وتناقله الرواة شكل مادة أدبية فريدة ذات طابع خاص ؛ ثم إن كثيرا من أشعاره تمت نسبته إلى شعراء آخرين نظرا لقلة أمانة بعض المتلقين الذين يتعاطون الإنتاج الأدبي في هذه الربوع ، وإذا أرجعت فيه النظر لامست و أدركت دون عناء بصمات محمد ولد أحمد مرحب غباره وناره ومثال ذلك طلعته المشهورة : التي تنسب لغيره بالخطأ
سبحانك يالحي المجيد
ياذا من مال اصْحاح انـْجاح
و يَاذا من حدْ اعليه ابعيـد
يلتاح افمرجع فيـه الـْتاح
كدية ْ زوگ ؤ زوگ ؤ تحتاد
الكَور ؤ لسهاب ؤ لمهاد
ما فيهـــم حـدْ اتـلاو ؤ واد
اجنة من لسراح ارتـاح
والِّلي كان افحومت لجـواد
عامر من لسراحْ ؤ لبطاح
عاد اتبطُّو لرْيـاحْ ؤ عــــادْ
بُولريـاح اتبـطُّو لريـاحْ
والِّلي خالگ من حادث حيْ
شافْ اطرَ ياسر ماهْ اشوي
غدرت نزّالت خشم العيْ
خشم العَيّ وْ واد المَلا ّح
واغدرْ زاد الِّلي عنـد أودَيْ
الگـزّاح أوديْ الـگـزاح
وتعزى بالخطأ طبعاً للشاعر محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد اليمين المتوفى 1901 م والنص قيل بعد وفاته رحمة الله عليه والدليل على ذلك أودي الگزاح الوارد في النص وهي معركة شهيرة بين قبيلتين من قبائل المنطقة كانت هي سبب تسمية الموضع .
يعگلي راعي تيگگلت
اخير اتوب اگبل مامت
وأملِي ذاك ؤ ذي كديت
تورارين ؤ ذاك الصابون
حاجلك يالعگل اتفگدت
لعت أللِي مانك مجنون
تعرف خظت أمّن هون ؤ خظت من هون ؤ خظت أمّن هون
لقد شكلت منطقة الساحل بيئة لا مثيل لها لتفتق مواهبه الشعرية ؛ ومسرحاً برهن فيه بما لا يدع مجالاً للشك على شجاعة صقيلة و فطرية ؛ حيث كانت مجالا خاض فيه غمار معارك عديدة لمجموعته في تلك الفترة وهو ما نستشفه من الجانب الملحمي في أدبه ، وقد كسا إنتاجه بشكل عام طابع السلاسة وقرب المأخذ والترابط و وضوح الرؤى والمشاعر الجياشة النابعة من عاطفة صادقة .
نَگل و الگمگوم ؤ لورين
وام أگرين ؤ بير أم أگرين
وَ اصبيع أجاي ؤ توراسين والسبخه وأركاب اشكران
وأم اعبانه وأم ارويصين
هاذ زينين الزين الكان
غير آن هاذ باط ؤ توف
ما يزيان ؤ لما يشيان
شِ عند گبل أنشوف الشوفوالدوگج وانشوف إجبلانْ
خلف محمد ولد أحمد مرحب أجيالا متلاحقة من الأبناء والأحفاد الأدباء وهم بالأسماء الكوري و أحمد مرحب و الحاج و سيدأحمد و منينة ، ساروا على نهجه وطاب لهم الكُروعُ في حِياضِ الكلمة العذبة الباذِخَةِ والأدب الرفيع وحَرِي ُُّ بهم ذالك إذ هي مدرسة مكتملة الأركان ؛ قائمة على أربع ؛ أقبل عليها بُغَاةُ التضلع في الأدب يزفون و يتميّز أدب محمد ولد أحمد مرحب بعبارات لم يسبق إليها من قبل ” مثل يلاَّلِي ” عُرفوا لاحقاً بِيلاليات ول احمد مرحب وسنسرد أمثلة على ذلك :
يلالي مبعد تيسگنان
واگصر عابدين ؤ دحمان
والشگ ؤ لخنگ والوديان
راص الطارف و النطفيه
والركنة و امقيدر سلطان واجگجار ؤ لمعيطيه
عظم البل وأذراع الغزلان
واذراع ابلد بوشاميه
واذريع منبت تيلمسان
و إيفندال ؤ لحميديه
واخنيفيسَ ؤ غرد الگدحان والگعده والحگونيه
والدوره واحويسي عثمان
و إيزيك ؤ ذيك الحيثيه
من فصك ؤ گلب أدرمان
ؤ گلب العيد ؤ لعشاريه
و وارك واگلاب إمطلان
بولوتاد ؤ من لكديه
لحريشة واگلاب إنيان
والدواس ؤ لبثينيه
وانديرك واگلاب إشكران
وكيكه و الگابونيه
گطع النسر ؤ روص الفردان عگلت سيدِ وام الويه
يلالي مبعد گلب الغين
كدية لغنم و ام ارويصين
وأناجيم ؤ بير ام اگرين
ؤ ميجك و الزعزاعيات
و اطوارف منينه لثنين
ؤ تنيموم ؤ لعشاريات
من تمسوميت ؤ تورين
رگ افلشي و اتويزفات
و النقمش والعلب أللي بين
ألتزيگي و التوميات
يلالي مبعد بولوتاد
ذي النوبه عاد ؤ مبعد واد
اجنه عاد ؤ مبعد عاد
بولرياح ؤ مبعد لگلات
واغيلاس ؤ مبعد لجواد
و اگليب الشگ و لبيرات
من فم انگش ؤ فم الواد
لبيظ و افام التيبرات
يلالي مبعد گلب الغين
كدية لغنم وأم ارويصين
وآناجيم وبير أم أكرين
ؤ ميجك و الزعزاعيات
واطوارف منينة لثنين
ؤ تنيمّوم ؤ لعشاريات
من تمسوميت ؤ تورين
ورك أفلش ولبيزغرات
ونقمش و العلب الي بين إتيزيكي و التوميات
يلالي مبعد گروگات
والنگعة واطرگها لخرات
كدية جلوه وابلمعيزات
گرني و السبطي و اگوف
تيشيت انگونا وانخيلات
گانب و اتويززميت ؤ توف
من گلب العبد ؤ لبيرات
اگلاب الگطارة والشوف
فلكلك والدوگج و امات
لرفاد ؤ كدية تنگفوف
و هذه امثلة لا للحصر
كان فارسنا و فتانا من أعظم أدباء المنطقة ويمثل البكاء على الإطلال والنسيب نسبة معتبرة من مجمل إنتاجه خصوصا في فن المقارنات بين الأماكن المتباعدة جداً لمعرفته بها وساعده على ذلك جمله الخارق للعادة ومن ذلك قوله …
عاگب شوفك للغرد الزين
يالعين أشوفت لمريَ
شوفِ ذاك اگرين أم اگرين
ؤ ذيك الگبلي لرظي
و يقول
يعيني حمْدِي للعطاي
شوف أم البيظ ؤ تنمداي
والتفتِ شرگك واستفتاي
شوفِ يالعين أم الوَيَ
ؤ شوفِ لحريشَ و أطوماي
و أم أشويمه والرخمي
من عاگب حزمك ذاك أللِي والدمع ألِلي اظل إشلِي
شوفيلك يالعين آملِي
و اكويدس والوراشيَ
و أدواي إلين اتملِي
يالعين ؤ ترظاي اعلي
شوفِ ذوك اشكران امنين
فرغُ فألنيش ؤ تنضليين
ؤ ذيك اصطيلت تندگماريين والدواس ؤ لبثيني
أشوفِ فصك امّاسِ مسكين فالغرد احزام الكوري
شُوف عاگب حزمك لمتين امرصيط ؤ تُوراريين
أشوفِ ذاك اذريع لتوين
شوف ذيك الشوكاني
ؤ شوف ذاك العلب الِلي بين لبريصه والگابوني
لقد كانت مميزات محمد ولد أحمد مرحب مُتزنة متوازية ، ففي نفس الوقت الذي خاض فيه جميع الحروب التي خاضتها مجموعتهُ مع مختلف المجموعات في إينشيري وآدرار وتيرس واترارزه ؛ شارك في حروب ضد الإمارات القائمة آنذاك و شارك في كل ذلك ببسالة وشجاعة وإقدام منقطع النظير وفقد في خضم ذلك كثيراً من أبناء عمومته و احد أبنائه ؛ لكن كان قوياً دائماً وهو في الوقت ذاته عالم في الفنون المحظرية التي تُدرس في ذلك الزمن حيث درس الفروع والأصول في محظرة النعمان الذي مدحه بنص رائع وهو مثال في هذا الغرض الذي لم يكن من المكثرين فيه ولَم يسهب فيه إلى حد كبير :
يقول في حق شيخيه العلامة النعمان ولد محمد ولد سيد محمد التشيتي دفين مقبرة بريگني الذي حفظ على يده القرآن الكريم كاملاً وبعض المتون الفقهية بعد وفات العلامة سيد محمد التشيتي
معلوم النعمان النزاع
مارگه من فم التشيان
ؤ معلوم اسكِ محمد گاع
أللي معلوم امع النعمان
اغليظ ؤ صبار ؤ نزيه
ؤ خطيب ؤ لبيب ؤ فقيه
هاذ حگو مطبوع اعليه
طول الليل إيباتُ صهران
يعبد ربُّ وايتوب أعليه
ؤيفتِ للِي همُ سولان
من حد إيجيه ابش خافيه
بالطبع ألِلي زين ؤ لحسان
مايليان ألخاطِي عربيه
مُول الملك الحي السبحان
ذاك امليّنْ گلبُ و ايديه
و اعلَ زاد الفيه امن الشان
ؤ حليم ؤ كريم ؤ صميم
ؤصميم ؤ كريم ؤ حليم
ذا فيه امن الكرم القديم
ؤ فيه إلا همك لُ سولان
سوّل فرگان أولاد أدليم
واكسوبات أحي من عثمان
اعليها تشهد فالظمظيم
و اعليها يشهد كل ازمان
وَمِما يؤثر عن محمد ولد أحمد مرحب جمال الخط وحسن الصوت كما كان مزمارًا من مزامير آلِ داؤود ؛ شجي التلاوة لكتاب الله تعالى حتى إن حفيده سيدي أحمد ولد الحاج ولد أحمد مرحب ورث منه ذلك حتى لقب ب”الغباد ” لحسن تلاوته ؛ هذا فضلاً عن كرم محمد ولد أحمد مرحب وسخائه متمثلا قول الشاعر :
تراه إذا ما جأته متهللا
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
تميز محمد ولد أحمد مرحب فيما تميز به الخبرة الفائقة بمسالك الصحراء و دروبها ومفازاتها ؛ ساعده على ذلك جمله المشهور الذي صار يضرب به المثل ” أصل ماهُ أززال ولد أحمد مرحب ” و المسمى لغزيل وهي تسغير الغزال إشارة إلى سرعته الفائقة
و له قصة مشهورة تدل على فطنة ودهاء ول أحمد مرحب وهي سبب اكتشاف الجمل سأتعرض لها لاحقاً بحول الله . وقد مكنه من الوصول إلى أماكن بعيدة كل البعد عن موطنه الأصلي في الحوضين مروراً بالترارزة …
لقد تمكن محمد ولد أحمد مرحب بواسطة هذا ” أزوزال ” من التحرك في ظرف وجيزة و بسرعة قياسية في مجال مترامي الأطراف يمتد من واد درعه شمالا إلى منطقة أزواد شرقا واترارزه جنوبا .
يلالي مبعد رَك احرام
الخنگ واكديت سلام
وأگليب اران ؤ رُوص أخشام تيلمزوم أخنگ أشماط
من گلب ادكمار أكلب آم — –شگدل واگليبات أجياط
وبالعودة للمنحى الأدبي البحت والإنتاج الفريد لمحمد ولد أحمد مرحب نلاحظ أن كل نص بحد ذاته يشكل وحدة أدبية قائمة بذاتها ؛ ناضجة من كل النواحي ؛ مستوفية حسن الشكل والمضمون :
ولَّ لغْلَ غيدات الليْ
بأعظيم المرار ؤ لِبْنَي
مني ش وامنين اصْكَنجَيْ
الحگت ولّ مني ش
ؤ ولّ ش من رگبت لُودَيْ
ؤ وَلّ ش بالباطن غرش
غير آن گاع إلا تميتْ
كل ابلد يرجع مني ش
ما لاهي يلحگ تِيوِلِيتْ
واعليب أَطَافْ ألّل يِمْشِي
وهنا نلاحظ “حمان المطلع ” في قوله “ول لغل غيدات أللي واختار كلمة “أغل ” مع أنه كان يمكن أن يقول : ” أزين ” كما هو أقرب إلى اللسان عادة في وصف المحبوبة ؛ لكننا نستشف من هذا الوصف الشامل مسألة مهمة وهي قضية “اطيب ” في مدرسة ولد أحمد مرحب في غرض الغزل فهو لم يصفها بالأوصاف الكثيرة الغير لائقة ولو أن ذلك كثيراً في الشعر .
اختار إذا كلمة أغل التي تشمل جمال أخلاقها ؛ ومنظومتها وبيئتها ؛ مما يحسن الموسيقى الداخلية للنص ويسهل استساغة النص لاشعورياً من قبل المتلقي .
_ المدرسة الشكلية : تكررت ول َّ أربع مرات وخامستها يرجع .
وتكررت ” من ِّ شِ خمس مرات أيضا لاقتران العبارتين .
فكرة التروسي وجودة الصناعة الفنية : لف ونشر وتكرار جميل وغير مُمل مع قصر النص المشكل من طلعه من ست تفلواتن و گاف والغير مُخل بالمعنى و لا المجحف بالمضمون .
_ خص الطلعة بالمسألة نفسها تساقطه شيئاً فشيئاً – من عند اعظيم المرار ولبني و اصكنجي ولودي والباطن ولكن الگاف ؛ كان استدراك لهذا : غير آن گاع إلا تميت إذاً الطلعة خبرية والگاف جملة إنشائية .
قد يستغرب السامع الغير متأمل الذي يسمعها لأول مرة أنه لم يعد تكرار المواضع الواردة في الطلعة في الگاف كما درج عليه لمغنيين بالمواضع فلما كان ذلك ؛ ( لأن الرجل ماشي من جيها هي نقطة البداية واعد جيها هي نقطة النهاية ) ؛ والطلعة ليست بكاء على الأطلال بل من الغزل الصرف ولكنها بثوب وبألفاظ النسيب والبكاء على الأطلال و لها بعد فلسفي ممتع …
و بما أن فارسنا وفتانا محمد ولد أحمد مرحب فتى مكتمل الفتوة فقد كان ” مفتوح فأزوان ” وهي الميزة التي لا تكتمل أركان الفتوة بدونها بالرغم من كون المنطقة التي نشأ فيها لم تكن فيها الأسر الفنية بذلك الإنتشار الذي هي عليه في المناطق الأخرى من هذه البلاد وهذه الموهبة تبرزها نصوص من إنتاجه منها على سبيل المثال :
من عاگب شوفِ لأم ألجام
ؤ هاذَ بحر الطيموُم ألجام
واگرارت ياربِ لعجام
وأظويت يالعگل اسلامَ
والناس ألِلي فالتل أعجام
فاللامَ ماهِ كلاّمَ
سمعنِي حس التيدنيت
تخبط لحمامَ لحمامَ
و أعظال ؤ تخبط لبتيت
و انيام و أكحال انيام
تبرهن هذه الطلعه على “الفتح ” الذي تميز به في ” أزوان ” خصوصاً في التيدنيت ( الماه جامع آنكاره ) حيث ذكر “عظال بيگي “و “انيام “و “اكحال انيام ” و “اعظال ” وهو ” ابتيت اجانبة الكحلة ” و ” انيام ” هي لكحال في ” الجانب البيظه”
بقي أن أشير في عجالة أن لمحمد عشرات لگطاعات لكن تفاديا للحساسيات ونظرًا لكون الغالب الأعم منها كان في إطار سجال ونزاع على الأرض وفِي أتون الحروب الدامية أحيانا ولذلك اخترنا من ” اگطاعات ” امحمد نموذج هو مثال في الالتزام والنبل والتقدير المتبادل بين طرفي ” لگطاع ” وقد جرى بينه مع الأديب أحمد فال ولد ابن عمار ولد بَدَّه السباعي
*اگطاع تيرس الشهير*
محمد ولد أحمد مرحب
احن تيرس حد اتخمم
يطلص فأيدين مسلتها
حوزيتن وقت ؤ گسّم
رزق الخلق وحوزيتها
واحن زاد ألِلي ما يحكم
فيها كُون احن كلمتها
واحن هوم بل المغرم
أللِي مطبوب افلحمتها
ام حد احاصر و إتم
ينهظ وصرّف گبلتها
يعرف عنُ ماهُو من فم
حجتها واحن حجتها
ؤ كان امرگناه وقت اتم
فأيدين بعد اخزامتها
أحمد فال ولد بده
تيرس من قدرت عربين
داير مسلتها فأيدين
بشور اعل حالَ زينَه
واحن فالدهر اعمارتها
واعربها كان انهرين
واهل اشرعها واگرايتها
والحرب إلا وجب اعلين
لذاك انعودُ حربتها
و اعربها من يوم ألجين
للظاي لعرب زازتها
ويكان اعليها غنين
و ادعين ملك اخزامتها
ماهِ دار الظلم اعلين
هي گاع ؤ لا كلمتها
محمد ولد احمد مرحب
ماكنت انشك ؤ لاني ظان
تيرس من قديم الزمان
يدعيها حد امعان كان
وأللا يدخل فأزربيتها
والشر إطر شِ ماكان
والناس اتزيد بلسنتها
و السان الكذب إدور إيبان
والسان الحگ إثبتها
واحن ثبتناه بالشان
هي والعايط عيطتها
واخزامتها تو الحصران
گلتُ عن گومي سربتها
ماسربتها خوف النسيان
واللا سربتها گبظتها
راع گبظتها فالحيوان
ؤ گبظت رجاله سربتها
وانگطعت فأيديا غفلان
خرصت افگومي گلتها
اثلت تنجب واربع فرسان
ؤ عاگب گطعته رگعتها
احمد فال ولد بده
محمد يم كامل زين
ؤ تارك عنو للّوم الشين
و افلعرب مايبگال دين
ؤ تارك دينُ لزوايتها
ؤ تيرس عند الساعه والحين
گال أنُ گوم گبظتها
هي گبظتها تو امنين
فالعكله طبت كصرتها
وأللا گبظتها زاد الين
راعت من عاگب رهشتها .
أحب محمد أرضه تيرس كثيراً ودافع عنها بالسيف و باللسان و لم يتوقف ارتباط محمد ولد أحمد مرحب بالأرض والتغني بها تلالا وجبالا و سهولاً و وهادا… بل لم يكن ذكره لها رهين غرضي النسيب والبكاء على الأطلال على عادة الشعراء فكانت له روائع في غرض الغزل تجسد حنينه وارتباطه الوثيق بأرضه حيث يشيد بالمحبوبة من خلال المواضع التي ألفها فيها :
أعلي يالواحد فالذات
منت اعل ولد احمد غلات
حكم إنال ؤ لبزيزيلات
و أگاد والخط ؤ لبني
و اعظم لمام ؤ لغريدات
وأعظم بالسنين وُ متي
وأعلي غلات أفُوداش
ؤ مادس رگاگت غيد ألليْ
غلاتو و افظل عنها باش
اتگد اتغلِي خشم العي
ومن بديع غزله
أصل أهرب ذللي مانــــروم
غير ؤ لا نسمع فيه لــوم
و اهروبُ ماهُ مــــن اليـــوم
لو نـــوبَ عنِي هــــارب
شارب مذكـــور من آبروم
وان من تشـــــل شـارب
ماذ دون أللي رايــــــــــمُ
دلالـي مــن لمســــارب
امسارب لحـــــدب وآيــمُ
و امسارب بير الگـــارب
ومن ركائز مدرسة محمد ولد أحمد مرحب هو الطيَب فنجد جميع النصوص الغزلية في أدبه نصوص قمة في العفة والأخلاق …و من ذلك
أمطليش إبغيتو بلِي
من بغيك و ابغيت التلِي
من لكده وابغيت آملِي
وإكراكش تلُ مبجوجَ
و إللِي فأمطليش إملِّي
من رگب وإمهد ؤعوجَ
ؤ عظم البوجَ و العظم إلِّلي
تل إملِّي عظم البوج
وفي عام 1900م انتهت رحلة هذه القامة الأدبية المرموقة ولكن بقيت شهرته لم ترحل وأدبه الرفيع وسيبقي صدى شعره في الذائقة الأدبية .
وفِي الختام أتمنى أن أكون وفقت في تسليط الضوء على جوانب شخصية الأديب الفتى والفارس محمد ولد أحمد مرحب وأن يكون ذلك دافعا ليتناول الأدباء والباحثون هذا الموضوع مستقبلا بشيء من الاهتمام المستحق حتى لا يضيع هذا التراث أو يتلاشى لنساهم معا في حفظ هويتنا الثقافية والحضارية ؛ قد نكون أكثرنا من النماذج والنصوص وذلك عن قصد لنفض الغبار عن أدب هذا الرمز المظلوم إعلاميا ولَم يجد بعد الزخم الذي يستحق .
بقلم
محمد حي ولد سيديه