حول الأحداث المتسارعة في الشمال المالي/ امهادي الناجي محمد الأمين

تتسارع الأحداث في الجارة مالي بشكل مخيف ، بحيث باتت الأطراف تمعن في الفتك ببعضها بشكل وحشي تشريدا لمن خلف هذا الطرف أو ذاك . في جنون همجي أعمى يبيد الناس طبقا لمواصفات لونية ، وتتعلق ايضاباللغة والثقافة و بالشكل قبل الوصول إلى مسألة الجنسية .
هناك معارك ثلاثية الأطراف تتقاطع كلها في فظاعة الممارسة ، وخطورتها جميعا على الرعايا الموريتانيين في تلك المنطقة ، خاصة حين وصلت الأمور لحد قطع الطريق الرابط بين العاصمة “باماكو” و “انيورو” .
وهو مستوى من امتداد المعارك ناحية الجنوب لم يحدث من قبل إلا في حالات نادرة وخاطفة ، ويضاعف الخطر على الرعايا الموريتانيين بحكم تواجدهم المكثف في تلك المناطق انزياحا عن المناطق الشمالية التي كانت ملتهبة أصلا .
الجديد في الأمر اليوم ، أن الخطر امتد جنوبا ، وأن المعارك أصبحت محتدمة بشكل يحرق الأخضر واليابس ، وقد وجهت السلطات المالية نداء وجيها إلى الرعايا الموريتانيين من خلال رئاسة الجالية ، يطالبهم بالابتعاد عن كامل الشريط الحدودي مهما كانت الإقامة شرعية ومهما كان سببها ، حفاظا على الأرواح والممتلكات .
وبالمقابل شرعت السلطات الوطنية في اتخاذ بعض الإجراءات السريعة تفاديا للخطر وتهيئة لظروف العودة للمنمين خاصة ، من خلال فتح نقاط مياه في المناطق الرعوية سيتلوها توفير الأعلاف .
طبقا لكل هذه التطورات فإن مواطنينا مطالبون بشكل أكثر جدية من أي وقت مضى بالابتعاد عن الشريط الحدودي بشكل قطعي وفوري ، والدخول إلى الأراضي الموريتانية ، مهما كان سبب الإقامة في مالي .
وقبل أن نفتح باب المزايدة للمغرضين والمشككين ، علينا تحمل المسؤولية وامتثال التدابير الأمنية ، التي تسمح للمواطنين بالابتعاد عن مناطق الخطر وتمكن جيشنا الوطني من حمايتهم بكل سهولة ويسر .
ثم إن المغرضين مطالبون بالكف عن الحملات الدعائية غير النزيهة ، والتي تميل إلى التهويل ونشر الرعب ودق الإسفين بين الدولتين الجارتين ، فليس من مصلحة أي كان إقحام موريتانيا في حرب لا ناقة لها فيها ولاجمل .
وعلى الرعايا الموريتانيين أن يدركوا أنه بقدرما كانت حمايتهم حق وطني ، فإن التزامهم بالتعليمات واجب وطني كذلك ، وعليهم الالتزام به بذات القدر .

زر الذهاب إلى الأعلى