سياقات المأمورية الأولى ومتطلبات الثانية/ الشيخ سيدي محمد الطالب ألمين
في مثل هذا اليوم من سنة ٢٠١٩ أعلن فخامة رئيس الجمهورية ترشحه لرئاسة البلد ،فكان خطاب الترشح حدثا في ذاته بما حمله من مضامين سياسية ، شكلت قطيعة مع ما ألفناه في مفردات الممارسة السياسية عندنا . وبعد حملة رئاسية سعى البعض لإرباكها لحسابات معينة أعلن فوز فخامة الرئيس في الشوط الأول ، ليبدأ مأموريته الأولى بمشاكل مختلفة أربكت ترتيب الأولويات وألقت بظلالها على المشهد بمختلف تجلياته ، كسعي الرئيس السابق للتحكم في الحزب الحاكم وجائحة كوفيد وحالة عدم الاستقرار السياسي في منطقة الساحل والصحراء،وبالرغم من هذه التحديات وغيرها فإن فخامة الرئيس قد تمكن من وضع بصماته على مجموعة معتبرة من الملفات الداخلية والخارجية، فعلى المستوى الداخلي كان الهدف الأبرز هو تطبيع الحياة السياسية التي كانت في غاية التشنج . وهوما حصل عبر التواصل المباشر والانفتاح على الطيف السياسي بمختلف تلويناته . أما على المستوى الاقتصادي فكانت الأولوية منصبة على جسر الهوة بين الطبقات الهشة من المجتمع وغيرها ، وهو ما برز من خلال تصميم سياسات لهذا الغرض مكنت من تأمين مئات آلاف المواطنين صحيا وكذلك من توزيع مبالغ نقدية وسلات غذائية منتظمة لإعداد معتبرة من المواطنين المتعففين في مختلف مناطق البلد . وعلى مستوى القطاعات الإجتماعية تم إطلاق خطة طريق طموحة لإصلاح التعليم يجري تطبيقها في الواقع وبدأت بعض ملامحها تتجسد رغم أن ثمار الإصلاح ليست سريعة كما هو حال بعض القطاعات الأخرى ، كما تم تحقيق بعض التقدم على مستوى القطاع الصحي ببناء منشآت صحية جهوية جديدة وشبه سيطرة على أسعار الأدوية وتوفيرها، وقد شهدت البنية التحتية الطرقية تحسنا وخاصة شريان حياة هذا البلد طريق الأمل ، كما يتم بناء بعض الجسور حتى وان كانت لم تأخذ شكلها النهائي بعد. تلك بعض الإنجازات التي تحققت تنضاف إلى اختراقات قوية في الملف الدبلوماسي تحولت بمقتضاها موريتانيا في هذه المأمورية إلى مستودع ثقة الشركاء والجيران ومنطلق مبادرات مهمة لتفعيل العلاقات مع جميع الدول بمايؤمن مصالح البلد ويحميه من الهزات العنيفة التي تحيط به من كل حدب وصوب. ،هذه النجاحات المختلفة تؤسس دون مواربة لمأمورية ثانية لفخامة رئيس الجمهورية لكنها تفتح بالمقابل ثلاثة ملفات يتعين على فخامة الرئيس التصدي لها في قابل الأيام لأنها تشكل معول هدم لا يمكن تركه دون معالجة جدية ،وهي ملف الفساد وما يصاحبه من تدوير المفسدين وتوريث أبنائهم المناصب والامتيازات،وتشييد منشآت كبرى وشاخصة بذاتها في القطاعات المختلفة،واعتماد سياسة تشغيل حقيقية تمسح طاولة المسرحيات التي دفعت بزهرات شبابنا إلى الهجرة خارج البلد ،وبوضع برنامج عمل طموح يعزز ما تم تحقيقه في المستوى الأول ويعالج الاختلالات الماثلة نضمن العبور الآمن لمأمورية ثانية تحقق طموحات شعبنا المشروعة في التنمية والمساواة والاستقرار