حكمة فخامة الرئيس و النجاحات الدبلوماسية.
الشيخ سيدي محمد الطالب ألمين
لا يخفى إلا على مكابر أن المأمورية الأولى لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني قد شهدت تحديات كبرى داخلية وخارجية،ودون الغوص في تفاصيلها نذكر بعضها استهلالا للفكرة الرئيسية للمقال ،فكما هو معلوم للجميع فقد تأثر المشهد السياسي سلبا بسعي الرئيس السابق لخلق توترات عبرت عن نفسها في موضوع مرجعية الحزب ، وفي نفس الظروف ضربت جائحة كوفيد بلدنا كغيره من بلدان العالم ، مما خلف أثار مدمرة على جميع الدول اقتصاديا واجتماعيا وصحيا . وقبل أن يلتقط العالم أنفاسه تفجرت الحرب الأوكرانية الروسية ، مما أثر على سلاسل التوريد . وهو ما أدى إلى الاحتكار وارتفاع الأسعار،وعلى مستوى الوضع الجيو سياسي فقد ضربت دول الساحل والصحراء انقلابات متتالية وفرت بيئة خصبة للمنظمات الإرهابية واحتدام الصراع بين الدول الكبرى على المنطقة.
تلك بعض التحديات الداخلية والخارجية التي كان على فخامة الرئيس أن يتصدى لها،فكانت الحكمة والتروي سلاح فخامته الأمين في التعامل معها،فتم اتخاذ قرارات واعتماد سياسات وتبني توجهات قادت في مجموعها إلى خروج بلدنا من عنق الزجاجة وتحقيق الأمن والاستقرار مع الممكن من التنمية والازدهار. أما على المستوى الدبلوماسي وهو بيت القصيد ، فقد اعتمد فخامة الرئيس دبلوماسية هادئة مع مختلف الأطراف تضمن من جهةالمصالح الاستراتيجية للبلد ، وتسعى من جهة أخرى لخلق لغة مشتركة مع الجميع ضمن محددات صارمة في مقدمتها إحترام خصوصية بلدنا وسيادته،وهو ما انعكس بشكل إيجابي على علاقات بلدنا العربية والافريقية والعالمية، وقد مكنت هذه الدبلوماسية الراشدة من تعميق العلاقات مع دول الخليج ضمن معايير منضبطة، وكانت الأناة والحكمة والنجاعة السياسية هي عنوان التعامل مع الجيران جنوب وشمالا . وهو ما جعل جميع هذه الدول على اختلاف مصلاحها أحيانا تخطب ود موريتانيا وتحترمها . أما المستوى العالمي فتكفي الإشارة إلى الزيارات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسباني والمندوبة العامة للاتحاد الأوربي للتأكيد على الثقة والوازنية التي يحظى بها بلدنا لدى الأطراف الدولية المختلفة . واليوم يتأكد المؤكد عبر تكليف فخامته برئاسة الاتحاد الأفريقي كتزكية دبلوماسية من الأشقاء الأفارقة لقدرة فخامة الرئيس على اجتراح الحلول العملية لمشاكل القارة المزمنة .