كلمة معالي المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء “التآزر” السيد حمود ولد امحمد بمناسبة اليوم الوطني للتآزر:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحمد لله رب العالمين القائل: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
والصلاة والسلام على نبينا الكريم القائل: (أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا).
فهنيئا لكم فخامة رئيس الجمهورية بالتوفيق لأحب الأعمال إلى الله كما ذكر الصادق المصدوق، وهنيئا لنا جميعا بالمساهمة كل من موقعه في هذا الجهد المستمر.
فخامة رئيس الجمهورية،
السيد الوزير،
أخواتي وإخوتي في مجتمع التآزر والتضامن والتآخي المعتمد على أسس صلبة من أواصالدين ووشائج القربى والجغرافيا والماضي والحاضر والمستقبل المزدهر بحول الله تعالى، سواء كنتم معنا هنا، أو في أي بقعة من ربوع بلدنا الحبيب على طول البلاد وعرضها،
حضورنا الكريم،
نجتمع اليوم، في “اليوم الوطني للتآزر”، وهي مناسبة عظيمة، نتوقف فيها مع الإنجاز، ونستذكر فيها التفاصيل، وندقق في الحاضر، ونستشرف المستقبل…
إنه اليوم الذي نحاول فيه رد جزء من جميل فخامة رئيس الجمهورية، حيث رفع التآزر عنوانا بارزا في برنامجه الانتخابي، وجسده واقعا بعد نجاحه، وواكبه بآنية خلال كل مراحله، حتى آتى أكله، وأثمر في كل ولايات ومقاطعات وبلديات وقرى وتجمعات البلاد.
فكان التآزر عنوانا لإطعام الجوعى، وسقاية العطشى، وإغاثة الملهوفين، وتأمينا للمحتاجين، وتقريبا لضروريات الحياة، وأساسيات الخدمات لكل المغبونين والمهمشين في هذه البلاد، حيث وجد هؤلاء البرامج التي تستهدفهم، والمشاريع التي تجعلهم أولويتها، وفي صلب أهدافها.
وكما كان فخامته حريصا على أن تصل الرفادة والعناية إلى كل مواطن، كان كذلك حريصا على أن يتجسد هذا التآخي والتآزر معنويا، فجاء خطابه في وادان، وبادرته الرائدة في جول، استكمالا لهذا البناء، وإقامة لصرح الوحدة الوطنية على أبعاد متداخلة مادية ومعنوية، أخلاقية وتربوية وخدمية.
فخامة رئيس الجمهورية،
الحفل المبجل،
الحقيقة الناصعة، أن يوم التآزر بالنسبة لنا هو كل يوم تطلع فيه الشمس، لأن عملنا الدائب، وجهدنا الدائم لا ينقطع من أجل تحقيق الأهداف التي رسمتم، ووجهتم بها، وواكبتم، من خلال مختلف برامج المندوبية، والتي أضحت مشهورة معروفة للجميع، وأخذت عناوين ذات دلالة عميقة في ثقافتنا المحلية، وجسدت حمولتها المعنوية في واقع الناس في القرى والأرياف، وأطراف المدن.
في هذا الوقت الذي أتحدث فيه أمامكم لا توجد قرية من قرى بلدنا التي يتجاوز عددها 8118 قرية لم يصلها التآزر، أو تجمع لم تصله معوناته ومشاريعه، أو فئة عمرية لم تجن ثمار فكرتكم وعملكم المبارك.
لقد كان يوم إعطائكم، فخامة الرئيس، إشارة انطلاق عمل المندوبية، يوما للتآزر والتعاون والتعاضد، وهو ما أثمر مساعدات مادية مباشرة تجاوز عدد المستفيدين منها مئات الآلاف (مليون وخمس مائة ألف)، أنفقت عليهم عشرات المليارات (مائة 52 مليار أوقية) ومئات آلاف بطاقات التأمين الصحي، كما تم إنشاء عشرات المنشآت والكفالات المدرسية والمراكز الصحية ومئات السدود والحواجز الزراعية، ووفر قبل ذلك – وأثناءه – قاعدة بيانات دقيقة تغطي كل البلاد، وتمنح عملنا شفافية ودقة وانسيابية.
يكفي دليلا على ذلك – فخامة الرئيس، الحضور الكريم – أنه رغم تجاوز عدد المستفيدين من مختلف برامجنا لسقف المليون ونصف المليون، فقد تم اختيار هؤلاء وفق آلية شفافة وعادلة، كانت محل رضا بل وثناء من الجميع.
إن “اليوم الوطني للتآزر” يشكل بالنسبة لنا محطة مهمة، فيه نراجع مسيرتنا، ونحكم استراتجياتنا وخططنا، وننظر فيها بآمال عراض وطموح كبير لما تأملون وتعملون لتحقيقه لهذا الشعب، وقد عرف فيكم الوفاء والأخلاق النبيلة السامية، ولمس منكم الجدية والبعد عن المظاهر الخداعة والشعارات الفارغة، والحرص على الإنجاز دون ضجيج.
فخامة الرئيس،
إن مجتمع التآزر اليوم يفخر بما حققتموه، ويعول عليكم كثيرا لتحقيق المزيد له، إن الإنجازات الشاهدة تدفعه للطموح لما هو أكثر، فما شاهده في واقعه من تغيير إيجابي على كافة المستويات، يجعله يتطلع للمزيد في قادم الأيام والسنوات بحول الله تعالى.
إن هذا المجتمع الذي يضم اليوم أكثر من مليون وخمسمائة ألف موريتاني وموريتانية، أضحى حاضنة فعلية قائمة، تتبادل الأفراح، وتتشارك الآمال والتطلعات، ناظمها خدمات وافرة، وبرامج ناجزة، ومشاريع ميدانية، وقبل ذلك وبعده دولة وحكومة حانية ورحيمة، تبذل لهم المعروف، وتكف الأذى، وتسْند الضعيف، وتشْرع الأبواب أمام المغبونين والمهمشين، في مهيع مواطنة الكل فيها سواسية، “وفق ما تقتضيه مفاهيم الدولة والقانون والمواطنة”.
إنه السبيل العملي لتجسيد ما دعوتم له من تطهير موروثنا الثقافي من رواسبه، والتخلص نهائيا من أحكامه المسبقة وصوره النمطية، وهي الصورة التي قلتم – وصدقتم – إنها تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتعيق تطور العقليات.
إن التغيير الواثق والمتدرج لواقع هؤلاء ماديا وعلميا، كفيل بتغيير كل العقليات والرواسب السلبية، وبناء مجتمع جديد تحكمه أخلاق وقيم ديننا الحنيف، وتسود فيه قيم الاستقامة والمواطنة والعملية، وهو مجتمع التآزر الذي قطعنا – برؤيتكم وتخطيطكم ومواكبتكم – خطوات عملية في سبيل إقامته.
واليوم ها هو مجتمع التآزر من أقصى البلاد إلى أقصاها، وقد انتظم في مجموعات مترابطة، مستفيدا من تطبيقات التواصل الاجتماعي، يتابع أولا بأول آخر ما يهمه من أخبار مندوبيته وأخبار الوطن ككل، ويرفع من مستوى وعيه من خلال النقاش الجاد، والحوار الصريح داخل هذه المجموعات، ويقدم ملاحظاته ومقترحاته بانسيابية وسهولة.
فخامة الرئيس
إن واقع “التآزر” اليوم يجسد وضوح رؤيتكم، ودقة تخطيطكم، وحسن تنفيذكم، وكريم مواكبتكم.. وكل هذه العوامل تدفعنا وتدفع مجتمع التآزر لمزيد من التفاؤل والطموح والاستبشار بالمستقبل.
فشكرا جزيلا لكم باسم كل مهمش ومغبون استشعرتم حاله، وغيرتم واقعه، وباسم كل مريض وجد من خلال تأمينكم بغيته للتداوي بشكل مجاني، ولكل قرية وتجمع سكاني تمكن من النفاذ إلى الخدمات، وحصل على ضروريات الحياة، إن كل هؤلاء وغيرهم ممتنون لكم يوم استحضرتم حق هذا الشعب عليكم وواجبكم تجاهه، فتقدمتم بثقة لخدمته،
شكرا لكم يوم ضمنتم هذا الصرح في برنامجكم الانتخابي، وشكرا لكم يوم أعطيتم انطلاقته، وشكرا جزيلا لكم على مواكبتكم الدائمة له…
أهلا بكم بين ظهراني مجتمع أوجدتموه واحتضنتموه، ورعيتموه، وما زلتم له كما كنتم من أول يوم.
أهلا بكم في مجتمع التآزر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.