نحيي اهتمام السيد الرئيس بالتعليم!! / التراد بن سيدي
نعتبر افتتاح السيد الرئيس للسنة الدراسية من مدينة انبود في ولاية غورغل يشكل لفتة طيبة ذات مغزى وتجسد اهتمام سيادته بالقطاع وبدوره الوطنى في الرقي والنماء والاستقرار .
إن مايعانيه التعليم من تدهور على مختلف الصعد ومن نقص فى الأدوات ، ومن إهمال تجاوز الحدود للقائمين عليه من القوة البشرية معلمين وأساتذة يمارسون أعمالهم في أسوئ الأحوال والظروف ، مع سوء وضعف المناهج المعتمدة و تخبط وارتباك في اختيار اللغة أواللغات التى يجب اعتمادها و تدريسها و تحديد في أي سنة ولأية مرحلة يتم هذا التدريس وفي نفس الوقت يبلغ تدنى ألبنى الضرورية للتعليم من مدارس وكتب وكراسي وغيرها من الأدوات والتجهيزات حدا يصعب وصفه . كل هذه المشاكل تجعل التعليم في مستوى يحتاج جهدا غير عادي ليتمكن من الوصول إلى المستوى الذي يمكنه من أن يستطيع تمكين كل البالغين سن التمدرس الولوج إلى المدارس وهو المطلب الذي يزداد إلحاحا يوما بعد يوم أكثر من اي شيء آخر وخصوصا محو الأمية للكبار الذي يأتى رغم أهميته بعد إكمال تمدرس كامل الأطفال الذين لاتزال أعداد كبيرة منهم لايحظون بفرص التسجيل في المدارس ومن يحظى منهم بالتسجيل لا يستطيع إتمام المرحلة الابتدائية لكثرة التسرب من المدرسة لأسباب متنوعة والنتيجة واحدة عدم جاهزية المنظومة التربوية كثيرة النواقص التى تمنع الطلاعها بمهامها بفعل العوامل الآنفة الذكر بالإضافة إلى عاملي الفقر والجهل السائدين في اوساط السكان .
فالتعليم والحال هذه يحتاج عناية كبيرة تتقدمها دراسة معمقة لمختلف جوانبه ، ليمكن علاج الثغرات ومكامن الخلل لتهيأته وتكييفه مع الغايات الكبرى المنتظرة منه.. إن شمول التعليم لكل البالغين سن التمدرس غاية عظمى ممكنة التحقيق إذا خطط لها وجعلت هدفا واعدت له الوسائل ،وإن التوسع في العملية التربوية دون توفر كادر مؤطر ومناهج تربوية صحيحة وتحديد اللغة التى تشكل مرتكز التكوين وأداته المعتمدة لن يكون مفيدا ولن يحقق المراد منه بحيث يكون أداة تكوين عقلي وذهني يمكن من تطوير الإدراك وتحصيل المعارف النظرية والتطبيقية لتعليم قادر على تهيئة الاجيال للتوجيه إلى مجالات تسمح بالتطور و توفير حاجة المجتمع من كل الجوانب الحياتية ومختلف الخبرات والاختصاصات التي يتطلبها التطور !!!
إن اهتمام رئيس الدولة شخصيا بالتعليم يؤشر إلى مرحلة جديدة تختلف عما عرفناه في الماضى وكل آمالنا أن نشهد توسعابحيث تتوفر مدرسة في كل تجمع وإعدادية في كل بلدية وثانوية في كل مقاطعة
وجامعة في كل عاصمة ولاية .مع المزيد من التسهيل
والمنح ومقرات السكن الداخلية لأبناء الفقراء .
وإذاتم تحسين الرواتب والمخصصات والعلاوات للعاملين في القطاع فسيساعد ذلك في توفر حاجة القطاع من القوة البشرية .
إن المطلوب لتطوير قطاع التعليم لاشك أنه مبلغ ضخم لكن الفائدة التي ستجنيها البلاد مما تنفق على التعليم لايمكن تقديرقيمته إنه ببساطة أهم من أن يقدر بثمن ، إن التوسع في التعليم كما ونوعا يعتبر أفضل استثمار يضمن التطور والتقدم والرقي وإن التخلص من آفة الجهل يشكل أقصر طريق للتخلص من توابعه الفقر والمرض والفوضى !!!