حاجة بلدنا للمبادرات الزراعية أكثر من حاجته للمبادرات السياسية
يعيش عالم اليوم أزمة غذاء متفاقمة ، تعود في بعض أسبابها إلى التغيرات المناخية وما ترتب عنها من ارتفاع درجات الحرارة والتصحر والجفاف . وقد انضافت إلى هذا العامل المناخي تأثيرات جائحة كوفيد١٩ التي ألقت بظلال قاتمة على المخزون العالمي من الغذاء ، واضطرت الدول إلى احتكار مالديها من مخزون غذائي للتعامل مع مفاعيل الجائحة الخطيرة . وقبل أن تخرج الدول من صدمة كوفيد عاجلتها حرب أوكرانيا التي تسببت هي الأخرى في ارتفاع أسعار الغذاء عبر العالم وفي تراجع المخزون الاستراتيجي لمعظم الدول .
في هذا السياق المعقد كان بلدنا في قلب العاصفة كغيره من بلدان العالم الثالث ، ولولا السياسات الراشدة والاستشرافية لفخامة رئيس الجمهورية لكانت تأثيرات هذه الأزمة العالمية أكثر إيلاما لمواطنينا . وضمن الخيارات والمبادرات المختلفة التي أشرف عليها فخامة الرئيس ، إطلاق الحملة الزراعية لهذه السنة من بلدية قاعت التيدوم في مقاطعة تامشكط حيث دعى فخامته إلى إعادة الإعتبار للزراعة المطرية منبها مواطنيه أن الاكتفاء الذاتي من الغذاء لم يعد مطلبا استراتيجيا ، وإنما بات ضرورة بقاء
كان على نخبنا الوطنية وزراء ورجال أعمال ومجتمع مدني وقادة عسكريين ، أن يترجموا توجيهات فخامة الرئيس إلى مبادرات عملية وواقعية وأن يتوجهوا إلى ميدان الزراعة فيشتروا لمواطنيهم أدوات الزراعة ويشاركوهم الجهد والوقت ويتقدموا الصفوف في البذل . وهنا نضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة نخدم الاستراتيجية الوطنية للإكتفاء الذاتي من الغذاء ومن جهة أخرى نقدم نموذجا عصريا لا نمطيا من الممارسة السياسية نؤسس به لنهضة زراعية محلية ويبني من لديه منا الرغبة والاستعداد ، قاعدة جماهيرية صلبة يستطيع بها تحقيق المناورة السياسية التي يتوق إليها وهي على كل حال حق أصيل للجميع .
الشيخ سيدي محمد