حول حادثة تصفية الرجال الأربعة الرهيبة بالشمال المالي صباح اليوم / امهاد الناجي محمد الأمين
في الشمال المالي تجري الأحداث بشكل مأساوي متسارع ، شأن أي بلد فقد السلطة المركزية وغرق في أتون الحرب الأهلية . وكما نبهنا في أكثر من مناسبة فإن كل العوامل -الطبيعية واللونية واللغوية – تجري لغير صالح المواطنين الموريتانيين في تلك المنطقة ، وبالتالي لاشيئ أكثر فاعلية لحماية مواطنينا أكثر من الحيطة والحذر والابتعاد عن المناطق الملتهبة .
هذا التشابك الدمغرافي يتطلب من المهتمين بالإعلام عموما توخي الدقة والنزاهة في التعامل مع بعض الوقائع المثيرة للرأي العام ، وعدم تضخيمها أو استخدام التلديس الصريح بشأنها نكاية بالوطن أو بحثا عن شهرة إعلامية أو سبق ، وذلك على غرار حادثة تصفية أربعة رجال اليوم بمنطقة ” جيما” ، والتي حاول المغرضون استخدامها للنيل من وضعية حدود بلدنا المؤمنة بحمد الله .
وعموما جرت القصة المؤلمة كما يلي :
ملاي ولد القاسم واعمر ولد امبارك وبوبكرن ولد أحيمد وملاي ولد جوره ، أربعة مواطنين ماليين من من مجموعة “انبيطات ” قبيلة “مشظوف ” ينحدرون من قرية “أشكاطت النبيطات ”
التابعة لبلدية “جيما ” المالية ، ومن بينهم مستشار بلدي ببلدية “جيما ” ، هؤلاء الرجال الماليون كانوا في رحلة جمع لثمار شجرة (التيدوم – تجمخت) المنتشر في تلك المنطقة ، وقد قادتهم الرحلة إلى قرية (سوكوبالا ، 40كلم من جيما البلدية) وتصادف الأمر مع وجود فرقة من الجيش المالي وربما مع بعض حلفائهم من مليشيا “الفغنر” الروسية . وتم اقتياد الرجال وتصفيتهم بعدوانية وهمجية .
حادثة مأساوية جد مؤسفة ، ولكن لا علاقة لموريتانيا بها فالضحايا ماليون والجيش ومسرح الجريمة ماليان ، كل ما في الأمر أن الرجال ينحدرون من قبيلة موريتانية كبيرة ومحترمة ، ولكن امتداد القبائل الموريتانية نحو الشمال المالي أمر معروف لا نحتاج لشرحه الآن .
على المرجفين أن يتوخوا الدقة والحذر في مثل هكذا أحداث قد تطال أمن البلاد وسمعتها وتثير السكينة وتولد الخوف والارتباك لدى ساكنة المنطقة .
نترحم على أرواح إخوتنا الشهداء ونتعاطف مع ذويهم ونهيب بواطنين توخي كل عوامل اليطة والحذر .
وإنا لله وإنا إليه راجعون