روسيا تتعلم من إيران كيفية الهروب من العقوبات والوصول للأسواق السوداء-
(فايننشال تايمز )”حرب أوكرانيا هدية من الله لإيران”، هكذا علق مسؤول إيراني لصحيفة الفايننشال تايمز على مدى استفادة إيران من الحرب ومساعدة روسيا في الهروب من العقوبات.
كما تناولت صحيفتان أخريان جلسات الاستماع في الكونغرس التي تدين الرئيس السابق دونالد ترامب، ووقوع “أمريكيين” في يد القوات الروسية بأوكرانيا.
والبداية بتقرير في فايننشال تايمز عن “سعي رجال الأعمال الروس المتضررين من العقوبات للحصول على نصائح من إيران”، للكاتبة نجمه بزرجمهر، من طهران.
وقالت نجمة في التقرير إن خبرة طهران في الوصول إلى الأسواق السوداء في العالم، رغم العقوبات الطويلة المفروضة عليها، مطلوبة حاليا لروسيا لأن الحرب في أوكرانيا تقدم فوائد غير متوقعة.
وأضافت الكاتبة أنه منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، ازدهرت أعمال المرشد السياحي الإيراني علي. ولكنه الآن يستضيف رجال الأعمال الروس بدلا من السياح العاديين.
وقال علي في لقاء مع الفايننشال تايمز “بعد فرض الكثير من العقوبات الغربية على الكيانات الروسية، فإنهم (رجال الأعمال الروس) مهتمون جدا بمعرفة كيف يعيش الإيرانيون تحت العقوبات الأمريكية”.
في الشهر الماضي وحده، أحضر علي، وهو رجل أعمال لا يريد نشر اسمه الكامل ، 160 روسيا إلى طهران، معظمهم من رجال الأعمال، وهو رقم كبير مقارنة بحوالى 40 سائحا فقط معظمهم روس في شهر مايو/أيار قبل تفشي وباء كورونا.
وتوضح نجمة أن رجال الأعمال الروس اعتادوا زيارة إيران لبيع المنتجات بينما كانوا ينظرون إلى الشركات الإيرانية باستياء. لكن الآن، في تحول ملفت للنظر، يتطلعون إلى شراء المنتجات الإيرانية.
ونقلت الكاتبة عن علي قوله عن أن الروس أصيبوا بالدهشة لوجود الكثير من هواتف أبل بكثرة إيران، لكنها ليست المنتج الاستهلاكي الغربي الوحيد المتاح في إيران.
فمن الممكن أيضا الحصول على سلع من الشركات الاستهلاكية الغربية الرائدة مثل فيليبس وبوش، ومن غير الواضح بالضبط كيف تصل البضائع إلى إيران، وقد يكون بعضها مهربا، والبعض الآخر جلبه أفراد من الخارج، عبر تركيا وشمال العراق، حيث يتم إعادة شحن البضائع لتجنب العقوبات الأمريكية، وفق نجمة.
وقال علي “الروس يتخلفون كثيرا عن الإيرانيين فيما يتعلق بالاتصالات والوصول إلى الأسواق السوداء في العالم لشراء قطع غيار وسلع أوروبية وأمريكية” .
وأكدت الكاتبة الإيرانية أنه بصرف النظر عن هذا البحث غير الرسمي للحصول على المشورة، فقد استفادت إيران بطرق أخرى من الحرب في أوكرانيا.
وقالت نجمة إن “الارتفاع الكبير في أسعار النفط أدى إلى توليد المزيد من الدخل للاقتصاد، الذي أصبح معتمدا على مبيعات النفط الخام إلى الصين والصادرات غير النفطية إلى جيرانه”.
وتوضح أنه على الرغم من تضرر الاقتصاد الإيراني من العقوبات، و ارتفاع معدلات التضخم والفقر على نطاق واسع، فإن قدرة الشركات الإيرانية على مواصلة التصدير والاستيراد والتهرب من العقوبات، ساعدت في تقليل التأثير، وفق تقرير الفاننشال تايمز.
ولا يزال بعض الإيرانيين يعتقدون أن الحرب في أوكرانيا، في البداية على الأقل، عملت على تشتيت انتباه القوى الغربية عن المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى المتوقفة في فيينا.
ونقلت الكاتبة عن أحد المطلعين على الأمور من داخل النظام الإيراني، قوله: “كانت حرب أوكرانيا هدية من الله لإيران”.
وأضاف هذا المسؤول أن الأمريكيين والأوروبيين يركزون الآن على كيفية التعامل مع مشاكلهم الخاصة المتمثلة في ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي السابق اعتادت كل من روسيا والصين حث إيران على توقيع اتفاق مع القوى الغربية، لكن لديهما مخاوف أخرى الآن، ولم نعد نسمع من (وزير الخارجية الروسي سيرغي) لافروف مثل هذه المطالب حاليا”.