فخامة رئيس الجمهورية يدشن مشاريع إنمائية ويضع حجر الأساس لأخرى بميناء تانيت للصيد الشاطئي والتقليدي
أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس الاثنين بميناء تانيت التابع لمقاطعة بنشاب بولاية انشيري، على تدشين عدد من المشاريع الإنمائية، ووضع حجر الأساس لأخرى تابعة للميناء المذكور.
وتم في هذا الإطار تدشين مصنع للثلج، ووضع حجر الأساس لمصنع معالجة الأسماك، وبناء سوق لعرض الأسماك، وكهربة منطقة الميناء.
ويتألف مصنع الثلج من ثلاث وحدات إنتاج بقدرة إجمالية يومية تصل إلى 120 طنا، بغلاف مالي يناهز 3 ملايين دولار هبة من صندوق ابوظبي للتنمية. وسيمكن هذا المصنع من ضمان حفظ منتوج الأسماك وتوفير بيئة آمنة لذلك.
أما مصنع الأسماك فيتألف من ثلاث غرف للمعالجة ومصنع للثلج وغرفتين للتخزين بطاقة 1000 طن لكل منهما، علاوة على صومعتين للتخزين تصل طاقتهما 50 طنا، وتبلغ الكلفة الاجمالية لهذا المصنع 105 مليون أوقية جديدة ممول من طرف الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وسيجنب هذا المصنع الفاعلين عناء نقل الأسماك على مسافات طويلة وتوفير ملاذ صحي وآمن لمنتجاتهم.
أما سوق السمك فيحتوى على عدة مخازن ومجهز بغرف للتبريد سيمكن السماكين من عرض منتجاتهم في ظروف صحية ملائمة، وهو ممول من طرف الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بمبلغ يصل إلى 44.299.405 أوقية جديدة.
وستستغرق مدة إنجاز هاتين المنشأتين الأخيرتين 10 أشهر.
أما مشروع كهربة منطقة ميناء تانيت فهو ممول كذلك من طرف الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بمبلغ يناهز 28 مليون أوقية جديدة، تستكمل أعماله في غضون ثمانية أشهر.
وأكد وزير الصيد والاقتصاد البحري السيد مختار الحسيني لام، في كلمته بالمناسبة، أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا رؤية رئيس الجمهورية الثاقبة واستشرافه للآفاق المستقبلية لبلدنا الحبيب وحرصه الدائم على تطبيق مبادئ العدل والإنصاف ليعم النفع كافة مكونات الشعب، وخاصة الأكثر هشاشة.
وأضاف أنه توالى خلال السنوات الأربع الماضية انطلاق مشاريع وتدشين أخرى تأكيدا للحكمة الشهيرة من جد وجد ومن زرع حصد.
وبيّن معالي الوزير أنه بعد ستة أشهر من استلامه مهامه في قطاع الصيد والاقتصاد البحري، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية وتوجيهاته الخاصة بضرورة تفعيل أداء ميناء تانيت، عمل جادا مع مدير الميناء وطاقمه ليكون “لقاؤنا اليوم شاهدا آخر على وفائكم بالعهد مصداقا لقوله تعالى (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) وقوله (بل من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين) صدق الله العظيم.
وأشار إلى إن تفعيل ميناء تانيت يدخل ضمن برنامج رئيس الجمهورية الموسع أولوياتي الساعي إلى تطوير البنى التحتية بشكل عام، والمنشآت المينائية بشكل خاص، من أجل زيادة حجم الكميات المفرغة وتوطينها.
وأكد معالي وزير الصيد والاقتصاد البحري، أنه لضمان توفير الخدمات الضرورية للميناء يجري العمل حاليا على تزويده بالمياه الصالحة للشرب، بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى بناء منشآت أخرى هامة ستعزز من جاهزية الميناء للقيام بدوره على أكمل وجه.
وأوضح أن هذه الإنجازات مكنت ميناء تانيت، رغم حداثة إنشائه، من لعب الدور المنوط به، حيث يستقبل حاليا أكثر من 60 سفينة شهريا، بمعدل تفريغ سنوي لكمية تناهز 20 ألف طن، من السمك على مستوى الصيد الصناعي، وكمية معتبرة من إنتاج الصيد التقليدي.
وبين أن هذه الإنجازات الهامة وسابقاتها تدخل في إطار رؤية رئيس الجمهورية لتعزيز مكانة قطاع الصيد، وفي صميم التنفيذ المحكم والمتسارع لبرنامجه الطموح “تعهداتي” الذي تسهر حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود على تنفيذه بوصفه قفزة نوعية للحراك التصنيعي لثرواتنا السمكية.
وأبرز في هذا الإطار أن قطاعه أعد مؤخرا خريطة طريق للنهوض بقطاع الصيد والاقتصاد البحري بالتشاور مع كافة الفاعلين في القطاع، تهدف إلى الاستجابة لمطالب المهنيين ولحل المشاكل العالقة من جهة وتسريع وتيرة ما تبقى من مشاريع مبرمجة في خطة عمل القطاع والمنبثقة من برنامج رئيس الجمهورية “تعهداتي”.
وأشار إلى أن هذه الخطة تستهدف تعزيز دمج القطاع في نسيج الاقتصاد الوطني، وتشغيل الشباب والنساء وزيادة مداخيل ميزانية الدولة، وتعزيز الأمن الغذائي بتعميم توفير السمك على كافة عواصم المقاطعات وتطوير الصيد القاري وزراعة الأسماك.
وبدوره ثمن رئيس جهة إنشيري السيد الشيخ ماء العينين ولد الغرابي ما وصلت إليه اللامركزية بفضل إرادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ووعيه بأهمية هذا النظام باعتباره خيارا استراتيجيا، لا يمكن تحقيق التنمية بدونه.
وأشاد بجو التهدئة السياسية التي انتهجها رئيس الجمهورية والتي مكنت من مشاركة جميع الطيف الوطني بمختلف مكوناته في بناء الوطن، مؤكدا أن هذا الانفتاح كرس جوا من التشاور والتفاهم كان الجميع يتطلع إليه ويعتبره الطريقة المثلى لبناء الوطن على أسس سليمة.
وطالب رئيس الجهة بمنح ولاية انشيري عناية كبيرة في التنمية المحلية، مشددا على ضرورة مراجعة المدونة المعمول بها في مجال التعدين لتضمن استفادة السكان المحليين والمساهمة في تعزيز التنمية المحلية، وهو ما ظل غائبا بالرغم من تعرض السكان لمخاطر صحية وبيئية بفعل المواد السامة التي تستعمل لاستخراج المعادن وخاصة الذهب.
وطالب رئيس الجمهورية، باسم سكان ولاية أنشيري، بالترشح لولاية ثانية لمواصلة المشاريع التنموية الكبرى الجاري تنفيذها في البلد.
ورحب العمدة المساعد لبلدية امحيجرات السيد سيدي ولد معطلّ برئيس الجمهورية والوفد المرافق له، مثمنا الإنجازات التي تشهدها البلاد مطالبا في نفس السياق رئيس الجمهورية بالترشح لولاية ثانية من أجل إكمال مسيرة التقدم والنماء.
جرى الحفل بحضور والي إنشيري والوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية وعدد من أعضاء الحكومة والأمين العام لوزارة الصيد، وحاكم بنشاب ورئيس مركز أمحيجرات الإداري وشخصيات أخرى.