أحداث الليلة البارحة في مدينة “انيورو” ناقوس خطر يجب الانتباه إليه / امهادي الناجي محمد الأمين

هجوم المتمردين على مدينة “انيورو” أمر بالغ الخطورة ، وغير مسبوق تقريبا في تاريخ ذلك الصراع المسلح المتصاعد . ما يميز هذا الهجوم كونه يمثل انتشارا جديدا للحرب على تخوم حدودنا مع الجارة مالي من جهة الجنوب الشرقي  في اتجاه الغرب  ، وأول خرق مباشر لعاصمة الخلافة الحموية في المنطقة (موريتانيا مالي السنغال) . وبحكم ذلك فإن مدينة “انيورو” ليست كأي مدينة مالية ، وانفجار الأحداث فيها يعني بشكل مباشر فقدان السيطرة على الأوضاع في مناطق واسعة من شريطنا الحدودي ، فلا أحد يستطيع كبح الأمور في حالة المساس بالدائرة الحموية أو بشيخها المرجعي لاقدر الله .
على غرار ماحدث مع أحد المشايخ التيجانية في الأيام الأخيرة (الشيخ احمد عمر طال الفوتي)، حين تم اختطافه وقتله في النهاية . ربما يدرك المتمردون خطورة المساس بالدائرة الحموية ومايمكن أن يفتح عليهم من جبهات ، فلم يركز هجومهم حتى الآن إلا على منطقة الدوائر الحكومية والعسكرية . لكن عندماتخرج الأوضاع عن السيطرة ، فلا أحد يتحكم في توجيه بوصلة الأحداث المتسارعة .
وعلاوة على أهمية وحساسية مدينة “انيورو” الروحية والإدارية ، فإن سقوطها أيضا يعني السيطرة على طريق انواكشوط باماكو ، وهو شريان الحياة بالنسبة لدولة مالى ، ومنفذ موريتانيا البري إلى القارة . وبالتالي فإن قطع هذا الطريق ليس بالشيئ البسيط من حيث خطورته ومضاعفاته .
على سلطاتنا أن تدرك أن الهجوم على مدينة “انيورو” ، ليس كأي هجوم على امتداد الشريط الحدودي الطويل جدا ، هذه المدينة تمثل أهم محور من الحدود المالية من حيث تداخله الديمغرافي والروحي والاجتماعي ، وفقدان السيطرة عليها أو المساس بحوزة رموزها يعني بشكل مباشر لا لبس فيه جر المنطقة كلها إلى أتون المستنقع ، دون إمكانية السيطرة على انتشار الأحداث أكثر مما نتصور . وعلى مايبدو لحد الآن أن المتمردين يدركون خطر المساس بالدائرة الحموية (عاصمة الخلافة الحموية بغرب إفريقيا ) ، وربما تقديرا منهم لخطورة فتح تلك الجبهة ، ولكن عند فقدان السيطرة الأمنية لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث .
على السلطات الموريتانية أخذ ما جرى ويجري في مدينة “انيورو” على محمل الجد والتعامل معه كسابقة في تاريخ الحرب الأهلية داخل الجارة مالي ، وذلك من خلال الدفع بتعزيزات عسكرية وأمنية من “كوكي” إلى ما وراء “الفلانية” ، تحسبا لأي طارئ . أي تطويق الحدود قبالة ذلك الشريط الواسع والبالغ الحساسية ، استعدادا لأي تصعيد .
حفظ الله أهلنا في “انيورو” ونواحيه وجنبهم المكاره .
زر الذهاب إلى الأعلى